شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أنّ الضغوط الأميركية والصهيونية لن تنجح في فرض نزع سلاح المقاومة، معتبراً أن هذا المطلب يشكّل جوهر المشروع السياسي – العسكري الذي تسعى واشنطن و"تل أبيب" لفرضه على لبنان بهدف إضعافه وإخضاعه. وأكد أن الاستسلام لهذا المسار يعني عملياً إنهاء المقاومة اللبنانية وإلغاء عناصر قوتها. وفي خطاب سياسي عالي النبرة، أوضح قاسم أن أي نقاش يعيد لبنان إلى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار لا قيمة له، مشيراً إلى أن الإحتلال يتعامل مع مرحلة ما بعد الاتفاق كامتداد للعدوان، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الحدود والداخل اللبناني. واعتبر أن الردع الذي فرضه حزب الله منذ عام 2006 وحتى اليوم هو العامل الأساسي الذي منع كيان الإحتلال من تحقيق أهدافه. ورأى قاسم أن وظيفة الدولة والجيش هي حماية السيادة وردع الاعتداءات، بينما تقوم المقاومة بدور المساندة في التحرير ومنع التوسع الصهيوني. وأكد استعداد حزب الله للبحث في استراتيجية دفاعية وطنية، شرط ألا تكون مدخلاً لانتزاع سلاح المقاومة أو فرض شروط أميركية – صهيونية على لبنان. وفي سياق تقييمه للمواجهة الأخيرة، كشف قاسم أن كيان الإحتلال كان يهدف بعد استهداف قادة المقاومة إلى القضاء على حزب الله بالكامل، إلا أن معركة "أولي البأس" أفشلت هذا المخطط. ووجّه الأمين العام لحزب الله رسالة مباشرة إلى واشنطن، قائلاً إن الدفاع عن لبنان ثابت لا يخضع للمساومة، وإن سلاح المقاومة لن يُنزع "ولو اجتمعت الدنيا" لتحقيق الهدف الصهيوني. كما حذّر من ما وصفه بالمشروع الأميركي – الإسرائيلي الذي يهدد وجود لبنان وتنوعه، داعياً الدولة اللبنانية إلى وقف التنازلات السياسية، والعمل على تثبيت السيادة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل. وختم الأمين العام بالتأكيد على أن المقاومة ستبقى جزءاً من المعادلة الوطنية، وأن أي محاولة لإقصائها أو نزع سلاحها تصب في خدمة إسرائيل.