أصدر المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بيانه السنوي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أوضح فيه أن اليمن، بريفه ومدنه، تحوّل إلى حقول للموت تهدد المدنيين يومياً وتقوّض حقوقهم في الغذاء والأمن والعودة إلى ديارهم. وأكد أن مخلفات الحرب، بما فيها القنابل العنقودية والألغام، تواصل انتهاك الحق الأساسي في الحياة والعيش الآمن منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م. وأشار إلى أن الأرقام التي رصدها المركز حتى ديسمبر 2023م تكشف حجم الكارثة، حيث بلغ إجمالي ضحايا القنابل العنقودية والألغام 10,689 ضحية، منهم 3,952 شهيداً و6,737 جريحاً، بينهم 2,504 أطفال و1,102 امرأة. ولفت البيان إلى أن ضحايا القنابل العنقودية بلغوا 4,944 ضحية، منهم 1,973 شهيداً و2,971 جريحاً، بينهم 1,211 طفلاً و557 امرأة، فيما بلغ ضحايا الألغام ومخلفات الحرب 1,979 شهيداً و3,766 جريحاً، بينهم 1,293 طفلاً و545 امرأة. وذكر أن اليمن يحتل مركزاً كارثياً على الخريطة العالمية، حيث يصنّف ثالث دولة في العالم من حيث عدد ضحايا الألغام، وفقاً لتقرير عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية (ECHO) الصادر في نوفمبر الماضي. وأضاف: «في تطور ينذر بعواقب إنسانية وخيمة، يواجه اليمن تخلياً دولياً مقلقاً يتجلى في إيقاف الدعم المقدم من الأممالمتحدة وبعض الشركاء الرئيسيين لعمليات إزالة الألغام». واعتبر المركز التنفيذي هذا التراجع خذلاناً خطيراً للمجتمعات المتضررة، وانتهاكاً صريحاً للمسؤولية الدولية في حماية المدنيين، خاصة وأن اليمن طرف في اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام. وجدد المركز الدعوة العاجلة للمجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التراجع الفوري عن قرار إيقاف التمويل للأعمال المتعلقة بالألغام في اليمن، وضمان استدامة الدعم للعمليات المنقذة للحياة، مؤكداً أن تمويل إزالة الألغام ليس مجرد دعم تقني، بل حماية مباشرة للحق في الحياة. ميدانياً وفي إطار أنشطته الإنسانية والعملية الميدانية، نفذ المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عملية إتلاف نحو 260 لغماً مضاداً للآليات من مخلفات العدوان والغارات الجوية في منطقة الأحواض بمديرية الحالي بمحافظة الحديدة، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأفادت فرق المركز العاملة في الميدان أن عملية التدمير والإتلاف نُفذت على مرحلتين؛ شملت المرحلة الأولى إتلاف 140 لغماً تولت تنفيذها الفصيلة السادسة، فيما قامت الفصيلة الثانية بإتلاف 120 لغماً، جميعها من مخلفات أسلحة تحالف العدوان التي تم اكتشافها في الحقلين رقم (1) و(2). وأكدت فرق المركز أن عملية الإتلاف جاءت بتمويل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار الجهود المستمرة لتطهير المحافظة من مخلفات أسلحة التحالف التي تشكل تهديداً دائماً لحياة السكان، وتسببت بمخاطر كبيرة على أرواحهم وممتلكاتهم. وخلال عملية التفجير، أوضح مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العميد علي صفرة أن فرق المركز تواصل العمل بوتيرة عالية في الحقول المستهدفة، بهدف إزالة مصادر الخطورة وتأمين المناطق السكنية والزراعية، بما يسهم في عودة المواطنين إلى منازلهم ومزارعهم بأمان. وأشاد بجهود الفرق الميدانية وما تبذله من تضحيات في سبيل إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين من مخاطر الألغام ومخلفات أسلحة تحالف العدوان. من جانبه، أشار مدير فرع المركز بمحافظة الحديدة العقيد يحيى صبر إلى أن عمليات التطهير تتواصل في مختلف المناطق الملوثة، ضمن خطة تهدف إلى الحد من المخاطر الإنسانية التي تشكلها مخلفات الحرب على السكان. بدورهما، أوضح مسؤول الفصيلة الثانية للتطهير المهندس عبدالعزيز الجربي، ومسؤول فريق الطوارئ المهندس مروان الأبيض، أن الجهود الميدانية تعتمد على مسح دقيق وإجراءات أمان صارمة لضمان التعامل السليم مع الألغام والمتفجرات التي خلّفها تحالف الحرب على اليمن.