نت : استيقظ سكان العاصمة صنعاء في ديسمبر عام 1963م على مشهدٍ غير مألوف.. ظاهرة مناخية نادرة تطغى على المنطقة وصنعاء لاول مرة تكتسي رداء ابيضا من ثلوج قطنية كثيفة تغطي البيوت والأزقة تماماً كما نراها في مدن أوروبا! سارع احد القضاة والذي كان يحمل شغف الموثق وحس الفنان للتوثيق بالإمساك بكاميرته ليخلّد تلك اللحظات فانطلق من منزله في احد الحارات الضيقة لصنعاء لتبدأ رحلة العدسة: * بستان الخراز: كانت البداية من هناك، حيث التقط أولى الصور للأشجار وهي تئن تحت ثقل الثلج الأبيض. * باب السبح: وثّق حركة الناس المذهولة، ومنها تلك الصورة الشهيرة لرجل يمسك مظلته وبجانبه سيارة (فولجا روسية) كانت تعود للدكتور "الكتف"، وتظهر خلفها المحلات التجارية تحت منزلهم. * السائلة وصولاً للتحرير: واصل القاضي مسيره راجلاً والثلج يتساقط، مروراً بالسائلة وحتى ميدان التحرير، ليقتنص واحدة من أجمل الصور ل "جامع قبة المتوكل" والشوارع المحيطة به وهي غارقة في بياض ناصع. لم تكن مجرد صور، بل كانت شغف إنسان آمن بأن "الوثيقة" هي هوية الوطن. رحم الله القاضي علي أحمد أبوالرجال، الذي رحل وترك اليمن محفوظاً في ذاكرته وفي أرشيفه العظيم.