بعد عامين مضيا من عملية الدعم والإسناد لإخواننا المجاهدين في فلسطينوغزة، من أحرار وشرفاء يمن الإيمان والحكمة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، ومجاهدي القوات المسلحة عسكريًا وشعبيًا وسياسيًا واقتصاديًا، والتي لم تتوقف إلا بعد اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدوان والحصار الصهيوني على أحرار غزة، وهو الموقف المبدئي والديني والإنساني الذي شملته توجيهات قائد الثورة، السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله منذ بداية معركة «طوفان الأقصى». أكد السيد القائد أن موقفنا اليمني ثابت تجاه القضية الفلسطينية، مهما كانت التداعيات والنتائج والتضحيات في سبيل الله ونصرة المستضعفين في فلسطين ومجاهدي غزة الشرفاء، وأن الأيدي اليمنية لا تزال قابضة على الزناد، ومستعدة لأي جولة قادمة من الصراع مع العدو الأمريكي والصهيوني وأدواتهما في المنطقة من أنظمة التطبيع والخيانة والعملاء الداعمين لمخططاتهم وأجنداتهم، وهو ما تؤكده قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية وأبناء الشعب اليمني مرارًا وتكرارًا. خلال عامي الإسناد اليمنيلغزة، ظهر اليمن أمام العالم كقوة إقليمية فاعلة، خصوصًا بعد انخراطه عسكريًا في مواجهة مباشرة مع البحرية الأمريكية، بحاملات طائراتها وبوارجها المتطورة، التي طالما استخدمتها أمريكا لإخافة دول العالم وفرض إملاءاتها. غير أن تلك القوة فشلت في تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله إلى المنطقة، والمتمثل في منع الشعب اليمني من مساندة إخوانه في غزة، وإيقاف العمليات العسكرية الهجومية ضد كيان العدو الصهيوني وخطوط ملاحته البحرية. وبالتالي فإن قواتنا المسلحة، التي أثبتت تفوقها في البحرين الأحمر والعربي، ووصولًا إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وضرب العمق الاستراتيجي للكيان، وفرض معادلات جديدة أربكت حسابات الأعداء بعملياتها العسكرية وقدراتها المتطورة، هي اليوم أكثر جهوزية واستعدادًا قتاليًا كاملًا من أي وقت مضى، للتعامل مع أي تطورات تقتضيها المرحلة، في الوقت الذي تواصل فيه تطوير وتحديث قدراتها البحرية والجوية والصاروخية وسلاح الجو المسيّر. وعليه، فقد أصبح العدو الأمريكي والصهيوني وأتباعهم في المنطقة يدركون جيدًا أن التورط في أي مغامرة جديدة ضد اليمن وسيادته سيكون ثمنه باهظًا جدًا، وسيضيف المزيد من الخسائر والفضائح للبحرية الأمريكية، ويعيد الحصار البحري على كيان العدو الصهيوني، واستهداف عمق مصالحه ومنشآته، إلى جانب تعرّض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر. ورغم توقف العمليات العسكرية اليمنية المشروطة، المرتبطة بوقف العدوان والحصار الصهيوني على غزة، إلا أن قواتنا المسلحة، بكل صنوفها وتشكيلاتها البرية والبحرية والجوية، والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، لا تزال في حالة تأهب، وجاهزة للاستجابة لأي تطور يتعلق بالعدوان على فلسطين أو على بلادنا. وهو ما أكدته قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية، بأن قواتنا المسلحة ستظل في حالة يقظة واستعداد كامل، مع مواصلة المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء وماء وأدوية. وسيكون مجاهدونا الأبطال على أهبة الاستعداد والجهوزية للاستجابة لأي حدث أو تطور في مسرح عمليات معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، كما ستتواصل عملية تطوير القدرات العسكرية والارتقاء بها، لتمكينها من مواجهة كل ما لدى العدو من تقنيات عسكرية، في إطار الاستعداد والجهوزية لأي جديد، وتحقيق الردع في ظل الهجمة العدوانية الشرسة. ومن هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس، ليحسب العدو والمتربصون حساباتهم، بأن قواتنا المسلحة ستواصل الدفاع عن اليمن أرضًا وإنسانًا، حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن والجمهورية اليمنية، وطرد كل محتل غاصب استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه، وحاربهم في لقمة عيشهم بافتعال الأزمات وفرض الحصار الاقتصادي والمعيشي، بهدف تركيع الشعب اليمني أو دفعه للتراجع عن موقفه المبدئي والديني والإنساني تجاه فلسطينوغزة، أو التفريط في سيادة أرضه واستقلال شعبه وحرية أبنائه وعزتهم وكرامتهم. ولا مساومة في ذلك، وهي رسالة واضحة ومباشرة لقوى العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم، وقطع الطريق أمام من يستثمر الحروب بين أبناء الأمة طاعةً لأمريكا وخدمةً للكيان الصهيوني. والله الموفق، ومن نصرٍ إلى نصر.. *مساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة