أعلن جيش الاحتلال الأمريكي يوم امس مقتل خمسة من عناصره وإصابة أربعة آخرين بجروح في عمليات متفرقة بالعراق مما يرفع خسائر القوات الأمريكية في عملية غزو العراق، منذ شهر مارس2003 إلى 2988 قتيلاً. ففي آخر بيان له قال الجيش الأمريكي إن جندياً أمريكياً يتبع الفرقة متعددة الجنسيات، والتي تمارس عملياتها في بغداد، لقي مصرعه في انفجار لغم أرضي، وأوضح الجيش الأمريكي أن الجندي القتيل كان يقوم بمهمة أمنية، مع دوريته، في العاصمة العراقية، عندما انفجر اللغم، الذي أصيب فيه جندي آخر لم تكشف عن جنسيته. وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق من اليوم نفسه، مصرع أربعة من قواته العاملة في العراق، بينهم أحد عناصر مشاة البحرية "المارينز." وقال الجيش إن عنصر المارينز قتل خلال عملية عسكرية في محافظة الأنبار، غربي العاصمة بغداد، ويتبع فريق المهمات القتالية الخامس. وفي بيان سابق للقوات الأمريكية، أعلن عن مقتل جنديين وإصابة ثالث، في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب أحد الطرق بجنوب غرب بغداد، أثناء مرور دورية تابعة للجيش الأمريكي. وأضاف البيان أن جندياً ثالثاً قتل وأصيب آخران، إثر انفجار ثان، استهدف مركبة عسكرية كانوا يستقلونها بشرق العاصمة العراقية. وبالإعلان عن مقتل هؤلاء يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا خلال ديسمبر الجاري، إلى 99 قتيلاً، مما يضعه كسادس شهر من حيث عدد القتلى الأمريكيين، منذ بدء الحرب على العراق. فيما ناشد رئيس فريق الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع، خليل الدليمي زعماء العالم الخميس منع الولاياتالمتحدة من تسليم صدام حسين للسلطات العراقية الحالية لتنفيذ حكم الإعدام بحقه. وقال الدليمي إن صدام يتمتع بحماية أعدائه بصفته "أسير حرب، وأوضح الدليمي أنه بموجب معاهدات جنيف، يمنع تسليم أسرى الحروب لخصومه. وقال المحامي الدليمي "إنني أناشد المنظمات الدولية والقانونية، والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية وزعماء العالم التحرك بسرعة لمنع الإدارة الأمريكية من تسليم الرئيس (صدام حسين) إلى السلطات العراقية." وكان مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي قد صرح أن صدام حسين سيبقى بأيدي القوات الأمريكية إلى أن يتم تسليمه للسلطات العراقية يوم تنفيذ حكم الإعدام بحقه. وحذر الدليمي من أن تسليم صدام للعراقيين سوف يزيد من العنف الطائفي الذي يمزق البلاد حالياً. وقال الدليمي "إذا أصرت الإدارة الأمريكية على تسليم الرئيس للعراقيين، فإنه سترتكب خطأ استراتيجياً كبيراً، سيؤدي إلى تصعيد العنف في العراق واندلاع حرب أهلية مدمرة." وكان حزب "البعث" العراقي المحظور، والذي كان يرأسه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قد توعد برد "مزلزل"، إذا ما أقدمت الحكومة العراقية الحالية على إعدام صدام، قائلاً إنه سيحمّل الولاياتالمتحدةالأمريكية مسؤولية ما وصفه ب "تلك الجريمة." وهدد الحزب، في بيان نشر على شبكة الانترنت، بالتصعيد المسلح واستهداف المصالح الأمريكية في أي مكان في العالم، إذا ما تم إعدام صدام حسين. من جهته، أعلن صدام حسين، والذي صادقت هيئة التمييز على حكم الإعدام الصادر بحقه، في رسالة "وداعية"، قبوله ب"الشهادة" وحث الشعب العراقي على الوحدة. وجاء في رسالته إنه يقدم نفسه "فداء فإذا أراد الرحمن هذا صعد بها إلى حيث يأمر سبحانه مع الصدّيقين والشهداء. وأن أجّلَ قراره على وفق ما يرى فهو الرحمن الرحيم وهو الذي أنشأنا ونحن إليه راجعون، فصبراً جميلاً وبه المستعان على القوم الظالمين." وحث صدام في رسالته الشعب العراقي المتنوع طائفياً وعرقياً على أن يصبحوا نموذجاً للحب والتسامح والتعايش، وانتقد كلاً من قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وإيران حيث قال "في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم... ومنها أن تتذكروا إن الله يَسّر لكم ألوان خصوصيّاتكم لتكونوا فيها نموذجاً يَحتذى بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الأخوي فيما بينكم."