قالت مصادر وزارة الداخلية العراقية يوم الاثنين ان قنبلة انفجرت وسط حشد من العمال في ميدان في منطقة مدينة الصدر الشيعية ببغداد مما ادى الى سقوط 28 قتيلا و60 جريحا. وقالت المصادر ان انفجار "لعبوة ناسفة كانت موضوعة داخل برميل لقمامة استهدف مكان يتجمع فيه عمال يعملون بالاجر اليومي ادى الى مقتل 28 واصابة 60 اخرين بجروح." واضافت ان الانفجار "وقع عند ساحة 55 في وسط منطقة الصدر (شرقي بغداد) في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين حيث اعتاد العمال على التجمع في مثل هذا الوقت من كل يوم بانتظار الحصول على فرصة عمل." وتخضع مدينة الصدر التي تسكنها اغلبية شيعية وتعتبر المعقل الرئيس لانصار جيش المهدي الى حصار ومنذ اسبوع تفرضه القوات الامريكية التي قامت خلال هذه الفترة بتنفيذ العديد من حملات التفتيش للمدينة قائلة انها تبحث عن جندي امريكي فقد قبل اكثر من اسبوع في احد احياء مدينة بغداد. وتسيطر القوات الامريكية على جميع مداخل ومخارج المدينة ونصبت العديد من نقاط التفتيش لتدقيق وتفحص جميع المركبات الداخلة والخارجة للمدينة. ونفذت القوات الامريكية خلال هذا الاسبوع اكثر من عملية عسكرية شاركت فيها طائرات حربية قال بيان للجيش الامريكي انها كانت تهدف الى القبض على احد قادة فرق الموت في المدينة. وانتقد رئيس الحكومة نوري المالكي العمليات العسكرية التي ادت الى هدم عدد من المنازل في المدينة وقتل واصابة عدد من اهالي المدينة. ويجاهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومساندوه في الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في العراق بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على البلاد. ويقتل العنف الطائفي نحو مئة شخص كل يوم و تعطل الخلافات السياسية الاصلاحات. واتفق المالكي مع الرئيس الامريكي جورج بوش في مطلع الاسبوع على تسريع جهود تشكيل قوات الامن العراقية بعد توترات علنية استمرت ايام بين الزعيمين. ويواجه الجمهوريون من أنصار بوش احتمال خسارة السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة يوم السابع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل بسبب الاستياء من سياسته في العراق التي تعد عاملا اساسيا في حسم الانتخابات. وتظهر استطلاعات الرأي ان عددا متناميا من الناخبين يريدون روءية بدء سحب القوات الامريكية من العراق. وحتى الان قتل 99 جنديا امريكيا في العراق في اكتوبر تشرين الاول أكثر الاشهر دموية منذ يناير كانون الثاني عام 2005. وتشكيل قوات أمن عراقية ذات كفاءة هو العنصر الاساسي في خطة بوش لسحب قواته البالغ قوامها نحو 140 الف جندي في العراق. وابلغ المالكي رويترز يوم الخميس ان بامكانه احتواء العنف في ستة أشهر اذا منح الجيش الامريكي القوات العراقية المزيد من السلاح والمسؤوليات. وقال جنرال أمريكي بارز الاسبوع الماضي ان اعداد القوات العراقية لتحمل المسؤولية في جميع ارجاء البلاد قد يستغرق ما بين 12 و18 شهرا. من جهة اخرى انسحب رئيس فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين من المحكمة يوم الاثنين بعد تقديمه مطالب لانهاء مقاطعة المحامين لمحاكمة صدام بتهمة الابادة الجماعية. وكان خليل الدليمي قد قاطع محاكمة صدام بتهمة الابادة الجماعية للاكراد بعد أن عزلت الحكومة العراقية رئيس المحكمة السابق. وحضر الدليمي الى قاعة المحكمة ببغداد ومكث فيها فترة وجيزة لتقديم قائمة ضمت 12 مطلبا. ومن بين هذه المطالب اجراء تحقيق في مزاعم بأن حراس السجن ضربوا أحد المتهمين مع صدام الشهر الماضي وأن تسمح المحكمة للدفاع بوجود محامين عرب وأجانب. كما طلب اجراء تحقيق في وثائق قال انها اختفت في مكتب المحامين بالمنطقة الخضراء. وقال محمد العريبي رئيس المحكمة الذي تولى القضية في سبتمبر أيلول ان بوسع المحامين العرب والاجانب الحضور كمستشارين فقط. وخرج الدليمي حينها من قاعة المحكمة واستمرت الاجراءات في وجود محام معين من قبل المحكمة. وقبل أن يتقدم الدليمي بمطالبه قاطعه العريبي لمخاطبته صدام قائلا "سيدي الرئيس". وقال القاضي "استخدم الاصطلاح القانوني...قل موكلي او قل المتهم...لا يوجد في هذه القاعة رئيس سوى رئيس هيئة الادعاء العام ورئيس المحكمة." ورد الدليمي بأنه ليس هناك قانون يمنعه من مخاطبة رئيسه بعبارة "سيدي الرئيس" وأضاف أن فريق الدفاع متمسك بمخاطبة صدام على أنه الرئيس. وتجري محاكمة صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم (علي الكيماوي) وخمسة قادة عراقيين اخرين لدورهم في حملة الانفال عام 1988 ضد الاكراد في شمال العراق التي يقول ممثلو ادعاء انه قتل خلالها 180 الف شخص. وينتظر صدام صدور الحكم في محاكمة أخرى بتهمة قتل قرويين شيعة وهو حكم قد تصل أقصى عقوبة فيه الى الاعدام شنقا. ويتوقع صدور الحكم بحلول الخامس من نوفمبر تشرين الثاني أي قبل يومين من الانتخابات الامريكية التي يخشى الجمهوريون بقيادة الرئيس جورج بوش أن يفقدوا خلالها السيطرة على الكونجرس. وقال رئيس هيئة الادعاء لرويترز يوم الاحد ان النطق بالحكم يمكن أن يؤجل بضعة ايام.