تقف قوات الامن العراقية على أهبة الاستعداد وربما تفرض حظر التجول لتجنب اندلاع اعمال عنف اذا حكم على صدام حسين بالاعدام يوم الاحد عندما تصدر المحكمة قرارها في محاكمته بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام يوم الجمعة ان الرئيس المخلوع يعتقد ان الحكم يصدر في توقيت بحيث يعطي للرئيس جورج بوش دفعة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي التي ستجري في السابع من نوفمبر تشرين الثاني ودعا الى تأجيل الحكم. وحذر ايضا من اراقة دماء اذا حكم على صدام بالاعدام. ووجه الاتهام الى صدام (69 عاما) وسبعة متهمين اخرين بارتكاب جرائم ضد الانسانية لقتل 148 شيعيا بعد محاولة اغتيال تعرض لها في قرية الدجيل عام 1982 . واذا أدين صدام فانه يواجه الاعدام شنقا وهو احتمال قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه لا يمكن تنفيذه قريبا. وحتى اذا ادين فان تنفيذ حكم الاعدام قد يستغرق شهورا وربما سنوات حتى يتم استنفاذ جميع سبل الطعن في الحكم. ومن المقرر ان يعود الى المحكمة يوم الثلاثاء في قضية اخرى تتعلق بالابادة الجماعية ضد الاكراد. وألغت وزارة الدفاع يوم الجمعة كل العطلات لضباط الجيش توقعا لصدور الحكم. وقال مصدر حكومي يوم السبت ان السلطات تبحث ما اذا كانت ستفرض حظرا للتجول وهي خطوة شائعة في الاشهر الاخيرة في الاوقات الحساسة. وترى جماعات مسلحين سنية الرئيس المخلوع على انه شخصية رئيسية في المقاومة ضد القوات الامريكية. ومازال صدام شخصية مثيرة للانقسام في بلد يتعرض لاعمال عنف طائفية بين الاقلية السنية من جانب والاكراد والاغلبية الشيعية اللتين تعرضتا للقهر في عهد صدام لكنهما تهيمنان على الحياة السياسية الان. ويمثل صدور الحكم ذروة تجربة تاريخية تشرف عليها الولاياتالمتحدة في العدالة الدولية تهدف الى توحيد العراقيين في نهاية ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق المتهم بارتكاب اعمال قتل جماعي وتعذيب. لكن بينما قد تتجه انظار العالم الى المحاكمة فان كثيرين من افراد الشعب العراقي مشغولون بالعنف الطائفي وهجمات المسلحين التي تقتل المئات في كل اسبوع. وقالت ام عدنان وهي زوجة عمرها 68 عاما "في كل يوم قلبي يتعذب عندما يتأخر أحد ابنائي الستة وأخشى ان يكون خطف أو تعرض للاذى." وفي بغداد يوم السبت داهمت قوات عراقية خاصة تدعمها الولاياتالمتحدة هدفا في مدينة الصدر الشيعية لتعود بذلك الى منطقة أثارت فيها مداهمات سابقة توترات مع واشنطن بشأن شن حملة على الميليشيات. وقال الجيش الامريكي ان قوات عراقية خاصة يرافقها مستشارون من قوات التحالف اعتقلت ثلاثة من المشتبه بهم اثناء مداهمة "مجموعة من افراد خلية قتل وخطف مسلحة غير شرعية." وتضغط واشنطن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لشن حملة ضد جيش المهدي الذي يتألف من ميليشيا شيعية موالية لرجل الدين مقتدى الصدر الذي تقدم حركته الدعم الاساسي للمالكي في البرلمان. ومدينة الصدر هي المعقل الرئيسي في بغداد لجيش المهدي الذي يلقي السنة وواشنطن باللوم عليه في استخدام فرق موت طائفية. ورفعت القوات الامريكية والعراقية حواجز الطرق حول مدينة الصدر يوم الثلاثاء بأوامر من المالكي الذي استخدم نفوذه السياسي بعد اسبوع من التوتر مع واشنطن قبل الانتخابات الامريكية. وانتقد المالكي الغارة على مدينة الصدر الاسبوع الماضي التي استهدفت شخصا يشتبه في انه يتزعم احدى فرق الموت قائلا انه لم يتم ابلاغه سلفا بحجم المهمة التي شملت ايضا البحث عن جندي امريكي مخطوف. وشن الجيش الأمريكي حملة بحث واسعة عن الجندي وهو امريكي من اصل عراقي خطف يوم 23 اكتوبر تشرين الاول عندما توجه لزيارة اقاربه وزوجته العراقية خارج المنطقة الخضراء حيث يتمركز معظم الاجانب في بغداد. وتقول عائلة الجندي ان مسلحين من جيش المهدي هم الذين خطفوه. رويترز