شن مسلحون موجة من التفجيرات القاتلة في مدينة كركوك متعددة الأعراق يوم الاحد من بينها انفجار هائل بشاحنة ملغومة بعد يوم واحد من دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين المنقسمين للقبول بالمصالحة. وقتل 23 شخصا على الاقل في هذه الانفجارات وأصيب 73 اخرين بعد الانفجارات المنسقة بشاحنة ملغومة وأربع سيارات ملغومة التي هزت كركوك الغنية بالنفط والتي تشهد أعمال عنف شمالي بغداد ويتنازع العرب السنة والأكراد السيادة عليها. وقالت الشرطة ان مهاجما انتحاريا يقود شاحنة ملغومة فجر نفسه أمام مركز للشرطة ومكتبي حزبين كرديين كبيرين ليقتل 17 شخصا غالبيتهم مدنيون. وبين القتلى عشر نساء وطفلان كانوا يزورون أقارب محتجزين في مركز الشرطة. وفي غضون ساعة انفجرت سيارة ملغومة أخرى تستهدف دورية للجيش الامريكي لتقتل ثلاثة مدنيين عراقيين وتجرح ستة. وقالت الشرطة ان مهاجما انتحاريا صدم بعد دقائق سيارته الملغومة في نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي فأصيب جنديان. وانفجرت سيارتان ملغومتان أخريان في وقت لاحق اثناء اليوم. وقال سرحت قادر اللواء بالشرطة لرويترز ان الشاحنة الملغومة كانت تستهدف مركز الشرطة. وتضم المنطقة المغلقة أيضا مقرات الحزبين الكرديين الرئيسيين وهما حزب الرئيس العراقي جلال الطالباني وحزب مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان. وألحق الانفجار أضرارا بالغة فيما يكافح رجال الاطفاء النيران في مبان منهارة. وترقد في الشوارع جثث متفحمة ومشوهة فيما تناثرت قطع من اللحم البشري وأجزاء من السيارات المحطمة. وقال شهود عيان ان سائق الشاحنة أطلق الرصاص من مسدس من داخل الشاحنة الحراس الاكراد قبل أن يفجر نفسه. وقال اللواء شيركو شاكير قائد الشرطة في كردستان ان الهجمات تستهدف تأجيج المشاعر الطائفية. وقال لرويترز ان هذه التفجيرات المتزامنة تستهدف تقويض استقرار المدينة خصوصا عندما تقع في يوم الاحد الذي يشهد نشاطا كثيفا. والاحد هو بداية أسبوع العمل في العراق. وقالت مصادر بمستشفيات ان عدد القتلى قد يرتفع. وتعتبر تسوية الوضع النهائي للمدينة واحدة من اكثر القضايا حساسية في عراق ما بعد الحرب. ويحذر محللون من أن الفشل في احتواء أعمال العنف قد يؤدي الى حرب طائفية شاملة. وعثرت شرطة بغداد يوم الاحد على 24 جثة أخرى من ضحايا فرق القتل الطائفية جميعها مقيدة وبها آثار تعذيب وكل منها مصابة بعيار ناري في الرأس ليرتفع بذلك عدد الجثث التي تم العثور عليها خلال الايام الخمسة الماضية الى حوالي 200 جثة. ومع تحويل الاهتمام الامني الى العاصمة العراقية بدأت قوات الامن الامريكية والعراقية حملة في المدينة التي يسكنها سبعة ملايين نسمة مدتها شهر يقول القادة العسكريون الامريكيون انها حاسمة لتأمين بقية البلاد. ويقول المسؤولون الامريكيون والعراقيون بأن العنف الطائفي بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية أكثر خطرا على بقاء العراق من العمليات المسلحة المستمرة التي تشنها جماعات سنية منذ ثلاثة أعوام ضد القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. لكن محللين يحذرون من أن القتال على كركوك بين العرب والاكراد المحتدم بالفعل بعد قرار برزاني حظر رفع العلم العراقي في كردستان نقطة اشتعال محتملة أخرى تدفع العراق الى حرب أهلية شاملة وتؤدي الى تقسيم البلاد. وتعهد المالكي وهو اسلامي شيعي تولى السلطة قبل أربعة أشهر بتحقيق مصالحة بين الطوائف والجماعات العرقية المتحاربة في العراق وانهاء العنف الذي يقتل أكثر من مئة شخص في اليوم وأجبر الالاف على الفرار من بيوتهم. وطرد الاف الاكراد من المدينة ابان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وحل محلهم عرب في اطار جهود صدام لضمان اخضاع المنطقة لسيطرته. ويطالب الاكراد العراقيون الان بالسماح بعودة الاكراد الذين طردوا من المدينة وبأن تدخل كركوك ضمن منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق. لكن كثيرا من العرب والتركمان يعارضون هذا بشدة ويقولون ان لديهم حقوقا تاريخية في المدينة ولديهم مخاوف من الاكراد يريدون نفط المدينة الذي يشكل ما يقرب من نصف اجمالي الانتاج العراقي. وقال أقارب ومحام ان شقيق أحد المتهمين الذين يحاكمون معه في تهم الابادة وارتكاب جرائم ضد الانسانية ضد الاكراد في الثمانينات خطف من منزله في بغداد يوم الجمعة. وقال محامي الدفاع بديع عارف لرويترز ان مسلحين يرتدون ملابس مدنية خطفوا عميد الدوري شقيق صابر الدوري قائد المخابرات الحربية في عهد صدام من منزله في حي الكاظمية الشيعي ببغداد. ومن المقرر أن يمثل صدام وستة متهمين اخرين من جديد أمام المحكمة في بغداد يوم الاثنين. رويترز