قتل 85 شخصا على الاقل يوم الاثنين في هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة في مدينة كركوك المضطربة وقال شهود ان بعض الضحايا حوصروا داخل حافلة واحترقوا بداخلها حتى الموت. وقالت الشرطة أيضا ان 180 أصيبوا وحذرت من أن عدد القتلى قد يرتفع من جراء ذلك الانفجار الذي زاد من حدة التوتر في المدينة الواقعة في شمال العراق ويسكنها خليط من الاكراد والتركمان والشيعة والعرب السنة والتي تعتزم اجراء استفتاء حاسم على مستقبلها. وهذا الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني واحد من عدة هجمات وقعت في كركوك التي من المفترض أن تقترع هذا العام على الانضمام الى اقليم كردستان الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي. وصرح نائب قائد شرطة مدينة كركوك اللواء تورهان عبد الرحمن أن قوة الانفجار أدت الى تدمير عشرات المنازل والمتاجر بصورة كاملة. وذكر مصور لرويترز في مكان الحادث أن النيران اندلعت في عشرات السيارات وأن ركاب احدى الحافلات حوصروا داخل الحافلة حيث لقوا حتفهم حرقا. وقالت الشرطة ان 25 من الجرحى في حالة خطيرة وان كثيرا من الجثث ربما ما زالت مدفونة تحت الانقاض. وأضافت أن الشاحنة انفجرت بعد دقائق من هجوم بسيارة ملغومة وقع داخل منطقة للتسوق بكركوك وأسفر عن اصابة شخصين. وقالت الشرطة أيضا ان ضابط شرطة قتل وأصيب أربعة اخرون بعدها بقليل عندما انفجرات سيارة ملغومة كانت متوقفة في جنوب كركوك. واكتشفت الشرطة سيارة ملغومة رابعة وأبطلت خطرها دون وقوع أي أضرار. والى الجنوب من بغداد قال الجيش الامريكي ان الاف القوات الامريكية اجتاحت منطقة يشتبه في أنها ملاذ امن للقاعدة في العراق تستخدم في تعزيز العمليات القتالية للمتشددين في العاصمة. وشنت القوات الامريكية والعراقية سلسلة من العمليات الامنية الكبيرة منذ الشهر الماضي بعد وصول 28 ألف جندي أمريكي اضافي كان الرئيس الامريكي جورج بوش أمر بنشرهم في العراق. وتهدف العمليات الى وقف أعمال العنف بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية والتي تدفع البلاد الى حافة حرب أهلية وتهدف في الوقت ذاته الى منح رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الوقت الكافي لتمرير قوانين أساسية لاقتسام السلطة. لكن مشاهد الدمار في كركوك الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي طوزخورماتو حيث تسبب انفجار ضخم لشاحنة ملغومة في مقتل 130 على الاقل في السابع من يوليو تموز تظهر مدى التحدي. كما أن مرور الوقت يزيد من الضغوط. ويريد كثير من الامريكيين أن تعود القوات الامريكية قريبا للوطن وانضم أعضاء كبار من الحزب الجمهوري الى المطالبة بتغيير استراتيجية العراق. ويقول بوش انه لن يغير نهجه الى حين صدور تقرير منتظر عن التقدم في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق والسفير الامريكي في بغداد رايان كروكر في سبتمبر أيلول. وتستهدف العملية وقف تدفق السلاح والمقاتلين على العاصمة حيث تخوض القوات الامريكية والعراقية بالفعل قتالا عنيفا لطرد المسلحين من هناك. وفي غارات بدأت قبل الفجر وصلت القوات الامريكية المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر الى منطقة وصفها الجيش الامريكي بأنها ملاذ امن للقاعدة حول وادي نهر الفرات على بعد 35 كيلومترا الى الجنوب من بغداد. وقالت متحدثة باسم الجيش الامريكي ان المنطقة التي بها شبكة كبيرة من القنوات كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين القوات الامريكية والمقاتلين من قبل وان الجنود الامريكيين طلبوا دعما جويا مرة واحدة على الاقل في الساعات الاولى من العملية. ويقول قادة عسكريون أمريكيون ان قوات الامن العراقية ما زال أمامها الكثير لتصبح قادرة على الحفاظ على الامن بدون مساعدة القوات الامريكية وأبلغ ضابط كبير صحيفة نيويورك تايمز أنه لا يمكن تحقيق نجاح قبل ربيع العام القادم. ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال ريك لينش قوله "سيستغرق الامر منا الصيف والخريف حتى نحرم العدو من معاقله ... ثم سيستغرق أوائل العام المقبل حتى الربيع" لتأمين تلك المكاسب. رويترز.