كتب/مرشد العجي: كشف عالم الآثار المصري الدكتور عبدالحليم نور الدين خلال محاضرة ألقاها في فعاليات الأيام الثقافية المصرية في اليمن عن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأولية التي أجريت في مصر حول المومياوات اليمنية المكتشفة خلال السنوات الأخيرة.. وقال إن من ضمن النتائج التي تم التوصل إليها أن الإنسان اليمني آمن بوضوح بحياة بعد الموت وبالبعث والخلود.. ومن هنا كان يهتم أن يحيط جسده بعد الموت بكل المقتنيات الممكنة، وأن المومياوات التي عثر عليها في ثلا والجوف تؤكد مدى التطور الكبير في تقنية فن التحنيط أو صناعة التحنيط عند اليمنيين والذي يعني إلماماً واضحاً بعلوم الطب والتشريح والعلاج والسيطرة بالمواد، مما يعني التقدم في مجال العلوم.. وأضاف أن الإجراءات المتبعة في التحنيط كما بينته الدراسات الدقيقة للموميات المصرية والدراسات الأولية للمومياوات اليمنية، تؤكد أن استخراج الأمعاء كان يتم من خلال شق في الجانب الأيسر في معظم الحالات وأن الغسيل يتم بالماء المذاب بملح (النترون) والتخلص من السوائل والدهون وإجراء التجفيف الطبيعي والصناعي وأن تفريغ المخ كان يتم من خلال آلة خطافية تدخل من فتحتي الأنف، أمر تأكد في الحضارة المصرية ولم يتأكد في الحضارة اليمنية وبالنسبة للتجويف البطني فقد استخدم اليمن (نبات الراء) وهو نبات ينمو حتى الآن في اليمن وله خاصية جيدة في امتصاص السوائل وأجريت مقارنة آنذاك بين ما كان يستخدمه المصريون القدامى من نشارة الخشب وقطع الكتان مضافة إليه مواد اخرى ووجدنا أن نبات الراء له خاصية أفضل في الامتصاص.. وأوضح بأن اليمنيين أبدوا اهتماماً شديداً في اتخاذ كل الوسائل للحفاظ على الجسد من خلال تعداد لفائف الجلد والكتان ووضع الجسد بأكمله في كيس من الجلد معالج هو الآخر وربطه جيداً مع إغلاقه بأربطة طويلة وعرضية محكمة مع وضع بعض المواد المنفرة للحشرات إلى جوار الجسد وقد ثبت أن استخدام اليمنيين الجلد كان يتم ببراعة كبيرة.. وتمنى عالم الآثار المصري أن يرى المومياوات اليمنية في زياراته القادمة إلى اليمن بصورة أفضل ولا سيما ووضع الموميات الموجودة حالياً في مخزن المتحف الوطني وقسم الآثار بجامعة صنعاء يدعو إلى القلق ويضع أكثر من سؤال أين المومياء اليمنية على مسرح العمل الأثري محليا واقليميا ودولياً!؟.. ودعا عالم الآثار المصري الأستاذ عبدالحليم نور الدين إلى الاهتمام العلمي الكافي بالمومياوات اليمنية المكتشفة لكونها تعد الشاهد الوحيد بأن اليمن ثاني الحضارات في الشرق القديم حققت هذا الإنجاز العظيم بعد الحضارة المصرية.. وكان الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة قد اكد حينها بأن الوزارة بصدد إعداد خطة شاملة للحفاظ على الآثار اليمنية وسوف يتم الأخذ بالملاحظات والمقترحات العلمية لعالم الآثار المصري الأستاذ عبدالحليم نور الدين وخصوصاً فيما يتعلق بالحفاظ على المومياوات اليمنية وإجراء الدراسات العلمية الشاملة حولها.