أنهت الاستخبارات الإسرائيلية إعداد تقريرها السنوي والذي ستعرضه يوم الأحد القادم على الحكومة الإسرائيلية بهدف مناقشته والاطلاع عليه. ويوضح التقرير أن العام الحالي هو عام الجاهزية للمواجهة مع الجنوب والمقصود هنا قطاع غزة وليس لبنان وسوريا. وقال التقرير أن الأجهزة العسكرية بدأت منذ فترة بالاستعداد لاستكمال خططها وذلك بعد أن كان هناك إجماع على عدم توقع نشوء مواجهات واسعة في المدى القريب مع سوريا ولبنان. وتقول الأجهزة الأمنية أن هناك أمرين يتعلقان بقطاع غزة الأول هو تعاظم قوة التنظيمات الفلسطينية من جهة الوسائل القتالية، والثاني هو محاولة حركة حماس العمل بطريقة حزب الله. ومن الممكن أن تعمل التنظيمات الفلسطينية ضد إسرائيل بعدة طرق من بينها تنفيذ عمليات عن طريق الأنفاق التي يتم حفرها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وفي هذه الحالة فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي ملتزمة بوقف إطلاق النار. وإنما ستضطر إلى الرد حتى لو كان عن طريق الدخول الجزئي إلى القطاع. كما تقول عناصر أمنية إسرائيلية إلى أن التنظيمات الفلسطينية لا تجمع السلاح والمعلومات بدون سبب، وأنه يجب الإفتراض بأنه في مرحلة معينة سيتم تفعيل الوسائل القتالية ضد إسرائيل.أما في الشأن السوري، فلا تتوقع الأجهزة الأمنية حصول مواجهات بين إسرائيل والسوريين. ومع ذلك فإن هناك مخاوف من محاولة إيرانية ل"تسخين المنطقة عن طريق حزب الله ومنظمات فلسطينية تعمل في داخل إسرائيل".وأضافت المصادر أنه على الرغم من عدم توقع حصول مواجهات، كتلك التي حصلت في الصيف الماضي، فإن الأجهزة الأمنية تعتبر العام الحالي "مصيرياً وذا أهمية كبيرة بكل ما يتعلق بالتطورات الإقليمية، بما في ذلك المجتمع الدولي ونشاطه ضد إيران والمحور الراديكالي الذي تقوده، والذي من الممكن أن يؤثر على المنطقة بأسرها في العام 2008".من جهة ثانية طالبت الولاياتالمتحدة إسرائيل بالإمتناع حتى عن محاولات جس النبض السوري لتقصي مقترحات دمشق في إجراء مفاوضات ( Do not even explore). وجاء أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، قد اتخذت موقفاً هجومياً في لقائها مع شخصيات إسرائيلية في زيارتها السابقة للبلاد في كانون الثاني/ يناير الماضي.وبحسب الموقف الأمريكي المذكور فإن مجرد محاولة " جس النبض" تنطوي على "جائزة" لدمشق، التي لا تزال تسلح حزب الله إلى جانب إيران، ولها دور في العمليات التي تجري ضد القوات الأمريكية في العراق، بالإضافة إلى دورها في لبنان وموقفها من الحكومة اللبنانية.ونقل عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الموقف الأمريكي حيال سورية، مثلما عبرت عنه رايس، أصبح أكثر هجومياً. وكانت رايس قد ردت بحدة بعد توجه إسرائيلي لها بهذا الشأن.وأشارت المصادر ذاتها إلى خلاف في داخل الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية بشأن مدى جدية الرئيس السوري بشار الأسد، في اقتراحاته لإجراء مفاوضات. ففي حين يدعي أحد الأطراف أن الحديث هو عن مناورة إعلامية فقط، ويؤيد هذا الموقف رئيس الموساد مئير دغان، فهناك في شعبة الإستخبارات العسكرية أكثر من رأي، حيث يقول البعض أن الرئيس السوري جدي في اقتراحاته، إلا أنه لا يمكن الإستنتاج من ذلك إلى أن مواقفه ستكون مريحة لإسرائيل في المفاوضات، وأن هناك احتمالاً كبيراً بفشلها.تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، قد تبنى حتى الآن الموقف المتصلب للولايات المتحدة، وقرر عدم إجراء أية مفاوضات، أو حتى محاولة "جس النبض". وفي المقابل، ففي وزارتي الخارجية والأمن فإن الموقف أكثر انفتاحاً، ويتمثل في اختبار المقترحات السورية بطرق مختلفة.وفي سياق ذي صلة، فقد طالب وزير الأمن، عمير بيرتس، يوم أمس الخميس، بعد نشر "هآرتس" تقريراً حول التسلح السوري، بعدم إطلاق أية تصريحات في الشأن السوري، كما طالب بالإمتناع عن التصعيد في التصريحات. وقال إن الوضع الميداني سيتم فحصه بموجب الحقائق، وأن الجيش الإسرائيلي سيكون مستعداً بما يتناسب مع ذلك.