كشفت مصادر إسرائيلية أن مجمعا سكنيا عربيا قامت إسرائيل بتشييده مؤخراً على مساحة أرض قدرها 20 كيلومتراً مربعاً، وذلك كمسرح لتدريب الجنود الإسرائيليين على المعارك داخل المدن بحيث صممت بنايات هذا المجمع بظروف تحاكي الواقع في المدن العربية والإسلامية، وحسب المصادر تضم المدينة التي تم بنائها حوالي خمسة الألف منزل ومختلف أنواع البنايات، وكذلك تضم مسجداً، وأبنية لخدمات عديدة، وتقع المدينة بالقرب من قاعدة تسيئيليم العسكرية في جنوب الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948. وحسب المصادر الإسرائيلية فان هذا المجمع السكني لم يبن أو يقم من أجل توطين احد فيه بل من أجل إجراء تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي لاقتحام مدن، وللتدرب على اقتحام البيوت وأماكن مختلفة، وأن هناك أجهزة تصوير في كل مكان داخل هذا المجمع "الصوري" تقوم القيادة العسكرية بالإطلاع على التدريب وتناقش فيما بعد الأخطاء والتجاوزات في اقتحام البيوت أو المساجد. وكان التخطيط لبناء هذه المدينة الصورية تم قبل خمس سنوات، ولكن بناءها تم قبل عام. وبعد انتهاء العدوان الذي شن على لبنان، قررت القوات العسكرية البرية البدء في استخدام هذا المجمع السكني كمكان لتدريب القوات البرية الخاصة، وهذه التدريبات ضرورية من أجل الاستعداد لأية مواجهة قادمة مع أي دولة عربية وحتى مع الفلسطينيين. وتدعي مصادر عديدة أن هذا المجمع هو أكبر "مجمع صوري" في العالم تم بناؤه للتدريب العسكري على اقتحام المدن والمنازل والمساجد والمؤسسات العديدة. وان الجيش الإسرائيلي من خلال تدريباته الجديدة سيحصل على كفاءات جديدة في القتال. وحسبما تشير الأوساط المراقبة للشأن الإسرائيلي فأن وهذه المدينة الصورية قد تكون مستقبلاً موقعاً لتدريب الجيش الأميركي الفاشل في تصديه للمقاومة في العراق مقابل ثمن باهظ يدفع لإسرائيل. ويذكر أن حنان الغنامي وهي فتاة عربية أصيبت يوم أمس برصاصة جندي إسرائيلي كان يتدرب بالموقع، وقالت مصادر طبية في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع أنه ن تم الليلة الماضية إجراء عملية جراحية معقدة للفتاة، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إخراج العيار الناري "الذي دخل عميقا إلى جمجمتها"، وذلك لأن إخراج العيار الناري، سيؤدي إلى وفاتها في الحال. ويتضح من المعلومات الأولية أن الفتاة كانت ترعى مواشي العائلة في المنطقة، حين عثر عليها أحد أبناء عائلتها، فبادر على الفور بالاتصال بالشرطة. وقالت مصادر الشرطة أنه على ما يبدو فإن الفتاة قد أصيبت بنيران أحد الجنود الإسرائيليين. وأعلن الجيش أن الشرطة العسكرية تقوم بالتحقيق في الحادث. نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل تتوقع أن توافق الدول العربية على صيغة معدلة لمبادرة السلام في القمة المرتقبة في الرياض، في نهاية الشهر الحالي. وأضافت المصادر ذاتها أنها "تدرك وجود نية لتطوير المبادرة لعرض اقتراحات أفضل".وبحسب المصادر، فإن إسرائيل تريد أساساً "تليين" البند المتعلق باللاجئين في المبادرة العربية، حيث أن النص الحالي يطالب بتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين للعودة إلى الأماكن التي هجروا منها في داخل البلاد.وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد عرضت يوم أمس، الخميس، مطالب إسرائيل وقالت إنها تعارض بند اللاجئين الذي أدخل على المبادرة السعودية في قمة بيروت في العام 2002. وفي مقابلة مع القناة التلفزيونية العاشرة قالت ليفني إنه "من المتوقع عقد قمة جديدة ومن المهم أن يعرفوا ما نعتبره خطاً أحمر". وأضافت أن المبادرة الأصلية للملك عبد الله، ملك السعودية، كانت "تبدو في نظرها إيجابية"، حيث عرض أن تنسحب إسرائيل إلى حدود العام 1967، مقابل سلام وتطبيع كامل مع كافة الدول العربية.وبحسب ليفني فإن "المبادرة تتعلق بحدود 1967، ولكن ليتنا كنا في حالة صراع على الحدود لأن الحدود يتم ترسيمها بالاتفاق". وتابعت أنه في قمة بيروت في آذار/ مارس 2002 تم إدخال بند اللاجئين إلى المبادرة، والذي لم يكن في المبادرة السعودية الأصلية.وأضافت أن بند اللاجئين ينص على عدم توطينهم في أماكن تواجدهم، وأنه يجب إيجاد حل عادل ومتفق عليه بموجب القرار 194 الذي ينص على حقهم في العودة إلى بيوتهم. وفي المقابل فإن الإقتراح الإسرائيلي يستند على دولتين؛ إسرائيل كبيت قومي لليهود، ودولة فلسطينية تكون الحل القومي للاجئين الفلسطينيين، على حد قولها.وبحسب وزيرة الخارجية الإسرائيلية فقد عرضت مواقفها في المحادثات مع شخصيات فلسطينية التقتها خلال الشهر الأخير. وكانت ليفني قد صرحت يوم أمس في مقابلة مع صحيفة "الأيام" أن إسرائيل لن توافق على مبادرة السلام العربية بصيغتها الحالية.