طالب رئيس مجلس الوزراء عبدالقادر باجمال بتو حيد الجهود في اتجاه حسم موارد الزكاة ومصارفها الشرعية برؤية إسلامية عصرية.. حيث من الضرورة أن تكون إدارة الزكاة إدارة جماعية حكومية سواء من خلال مجالس إدارات أو مجالس أمناء على المستويين المركزي والمحلي..داعياً إلى قيام حوار واقعي موسع ديني واجتماعي يضم رجال الدين ورجال الأعمال وممثلي اتحاد الغرف التجارية والصناعية حول الزكاة مواردها ومقاصدها ، للوصول إلى قانون للزكاة يكون واضح ومحدد بعيداً عن الانتقائية. مشيراً في كلمته التي ألقاها في مفتتح أعمال الندوة ال16 لقضايا الزكاة المعاصرة التي بدأت أعمالها اليوم بصنعاء بتنظيم من وزارة الأوقاف والإرشاد وبيت الزكاة الكويتي إلى أن الزكاة لا تقبل الاجتهاد أو التكييف الذاتي، وإنما تتطلب بالضرورة رؤية إسلامية وموقف واحد تجاه هذا الفريضة الدينية يراعي في نفس الوقت وقائع الحياة وتطورها اليومي الذي يفرض على الناس وقائع جديدة في شتى مناحيها مؤكداً ضرورة إيجاد قانون إسلامي واحد للزكاة يحسم برؤية أسلامية فقهية موارد الزكاة ومصارفها في ظل الواقع الاقتصادي والمعاملات الجديدة الناشئة المرتبطة بهذا الواقع. منوهاً إلى ان مؤسسة حكومية مثل بيت الزكاة الكويتي كانت أقدر على التصرف الحقيقي فكراً وعملاً واقعياً في تقنين الجوانب المرتبطة بتأدية هذا الركن الإسلامي الإنساني الاجتماعي الهام الذي تتحد مقاصده على أجماع العملية الاجتماعية والحياتية للناس وواقع تنميتهم وتحسين ظروفهم المعيشية. حمود عباد وزير الأوقاف من جانبه قال ان هذه الندوة ستحقق خدمة جليلة للأجيال المسلمة ولقضايا التنمية الوطنية من خلال تجسيد المعاني الراقية لقضايا الزكاة المعاصرة خدمة للإسلام والأوطان. مؤكداً أن انعقاد هذه الندوة حول قضايا الزكاة المعاصرة في عاصمة الوحدة اليمنية صنعاء يأتي تجسيدا لعمق العلاقات القائمة بين وزارة الأوقاف وبيت الزكاة في الكويت الشقيق، كتعبير فعلي عن قوة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وقيادتيهما السياسيتين بزعامة الأخوين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت من جانبه أكد الدكتور عجيل جاسم النشمى رئيس الهيئة العالمية للزكاة بدولة الكويت أن إجتماع الكثير من علماء الأمة في هذه الندوة من العديد من الدول والأقطار العربية والإسلامية بهدف إحياء ركن عظيم من أركان الإسلام وهو ركن الزكاة، باعتبارها جزء من الدين والحضارة المشرقة التي جعلت من الرحمة والتكافل والتعاون ورفع غائلة الجوع وتنمية المال دينا وأجرا. موضحاً أن هذه الندوة واللقاء العلمي والفقهي تعقد لاعتماد قانون للزكاة شامل يراعي اختلاف ظروف الدول الإسلامية ويعتبرعمل غير مسبوق وهو مواد علمية مدروسة فقها واقتصادا ومحاسبة استغرقت دراستها خمسة عشر عاما في خمسة عشرة ندوة علمية عقدت في إحدى عشرة دولة إسلامية وعربية. مستعرضاً في كلمته المآثر العظيمة التي حظيت بها اليمن وشعبها في القرآن الكريم وما أسبغه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم من مكارم على اليمنيين، ووصفهم بالرقة واللين والفقه والعقل والحكمة. مشيراً الى أن مشروع هذا القانون جاء نتاجا لمائة وستة وثلاثين بحثا علميا معمقا، أنتهت إلى أربعمائة وست وسبعين قرارا وأربعين توصية في ثمانية وستين موضوعا .. واعتبر الدكتور عجيل هذا الجهد طريق لتطبيق الشريعة الإسلامية فيما يخص ركن الزكاة لحاجة المسلمين القائمة في إخراج الزكاة وتعبدهم بها. وكان الدكتور /محمد عبدالحليم عمر قد أشار في كلمته عن الضيوف المشاركين إلى سبق اليمن في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية ودورها في مجال الاهتمام الشرعي بالزكاة من خلال مصلحة الزكاة التي أنشأتها في عام 1975م، وصدور القوانين اللاحقة المنظمة لهذا المجال. هذا ويشارك في الندوة التي تستمر أربعة ايام سبعة وعشرون مشاركا من العلماء والفقهاء والمحاسبين والقانونيين من كل من الكويت ومصر وسوريا والسعودية والسودان واليمن.