بدأت البحرية الاميركية اضخم مناورات عسكرية في الخليج العربي منذ غزو العراق في الوقت الذي كشفت فيه المخابرات الروسية عن تحضيرات اميركية متسارعة لتوجيه ضربة لايران يبدو انها ستتم باستخدام قنابل هائلة مخصصة لتدمير التحصينات النووية تحت الارض . واعلنت البحرية الاميركية امس عن اجراء مناورات عسكرية تشارك فيها مجموعات العسكريين على متن حاملتي طائرات اميركيتين وذلك للمرة الاولى منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003 في حين يصل النزاع مع ايران الى اعلى مستوياته. وتشارك حاملتا الطائرات "يو اس اس دوايت ايزنهاور" و"يو اس اس جون سي. ستينيس" اللتان دخلتا مياه الخليج امس في هذه المناورات اضافة الى مجموعتيهما القتاليتين. وقال الاسطول الخامس الاميركي ومقره البحرين, في بيان انها "المرة الاولى التي تنشط فيها مجموعات حاملتي الطائرات "ستينيس" و"ايزنهاور" معا في مناورات مشتركة" في مياه الخليج. واعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون"ان المناورات تهدف الى طمأنة الدول الحليفة وليس الى مضاعفة التوتر مع ايران. لكن الاستخبارات الروسية كشفت عن تزايد التحركات والاستعدادات العسكرية الأميركية قرب الحدود مع إيران تحضيراً لشن عملية برية وجوية ضد طهران , ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن وزارة الدفاع الأميركية "تبحث عن خطة تتيح للأميركيين ضرب إيران وتركيع هذا البلد بأدنى حد ممكن من الخسائر". وفي مايبدو انه جزء من الاستعداد للحرب أجرت الولاياتالمتحدة بنجاح تجربة قنابل هائلة الحجم تلقى من الجو لتدمير أهداف محصنة مثل المواقع النووية الموجودة تحت الأرض. وقالت شركة "بوينغ " التي أنتجت القنبلة التي تزن حوالي 30 ألف رطل حوالي (13 ألف كيلوغرام) تحت اسم "أم أو بي" إنها أجرت تجربة في حقل "وايت ساندز" للصواريخ في ولاية نيو مكسيكو في وقت سابق من الشهر الجاري لاختبار فعاليتها ضد الأنفاق المعقدة والتي يمكن أن يستخدمها الأعداء في برامج إنتاج أسلحة الدمار الشامل. وصممت القنابل الهائلة لكي تقصف من ارتفاعات شاهقة بواسطة الطائرات القاذفة من طراز" بي 52 "و "بي 2 " الأهداف المحصنة والمدفونة تحت أعماق الأرض" . من جهة ثانية رأى الخبير العسكري الأميركي أنطوني كوردسمان أنه لا يمكن لإيران أن تغلق الخليج العربي لأكثر من أيام معدودة موضحا ان إيران ستتكلف خسائر هائلة ولن تنجح في وقف تدفق النفط من الخليج "حتى لو أرادت التضحية بكل هذه الثروات وأن تحمل عناء انتقام كبير واحتمال خسارة العديد من منشآتها النفطية وعائدات التصدير". و حذر الخبير العسكري من أن الولاياتالمتحدة قادرة على إلحاق أضرار "هائلة" في صناعة النفط الإيرانية في حال نشوب حرب بين الطرفين. وأضاف كوردسمان "في منتصف سبتمبر ,2006 ظهرت تقارير تفيد بأن البحرية الأميركية تعيد النظر في خطط قديمة من أجل تطويق مرفأين إيرانيين للنفط بالقرب من مضيق هرمز. الى ذلك قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أن القيادة الإيرانية منقسمة وأصر على أن برنامج طهران النووي أقل تقدماً مما يعتقده الكثيرون وأن العالم يكثف الضغوط عليها, وأن بلاده ترى أن الوقت لا يزال متاحاً أمام التوصل إلى تسوية ديبلوماسية مع طهران. وقلل بيرنز, المسؤول عن السياسة الإيرانية في الإدارة الأميركية للعامين الماضيين في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" الصادرة امس من أهمية تهديدات إيران بأنها ستنصب 3000 جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنهاية مايو المقبل والتي ستكون كافية لإنتاج مواد انشطارية لتطوير قنبلة نووية في غضون عام.. مشيرا الى أن الإيرانيين "يواجهون صعوبات جمة في متابعة تجاربهم في تخصيب اليورانيوم". على صعيد متصل دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ايران الى "التعامل بواقعية" مع قرار مجلس الامن الدولي الاخير الخاص بازمة الملف النووي الايراني مشيرا الى أن "القرار ليس وسيلة لمعاقبة ايران". وقال لافروف ان روسيا تراهن على ان "تتعامل ايران بصورة متكافئة" مع قرار مجلس الامن الدولي رقم 1747 وأضاف ان "هذا القرار لا يعتبر وسيلة لمعاقبة ايران" قائلا ان روسيا رفضت مشروع القرار الاولي لانه تضمن عناصر "عقابية بحق ايران". وفي بروكسل قال المتحدث باسم خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي إن سولانا لم يتفق على عقد لقاء جديد مع علي لاريجاني كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي للتفاوض على البرنامج النووي لطهران لكن سولانا تمنى إحراز تقدم في الاسابيع المقبلة. وكالات