ارتفعت حصيلة قتلى االهجوم الانتحاري الذي استهدف مقهى داخل مبنى مجلس النواب العراقي في المنطقة الخضراء ببغداد إلى ثمانية قتلى و20 جريحاً. وقد أكد الناطق باسم الجيش الأمريكي الجنرال ويليام كالدويل هذه الحصيلة لشبكة CNN فيما كشفت النائب إيمان الأسدي أنه قد تم العثور على عبوات أخرى قرب قاعة البرلمان، فجرتها الوحدات الأمنية المختصة. وتبحث الأجهزة الأمنية حالياً في السبل التي استخدمها الإنتحاري لتجاوز الحواجز ودخول المنطقة الخضراء وصولاً إلى مبنى البرلمان. وفي هذا السياق، قال محمد الجابر، أحد كبار موظفي رئاسة مجلس النواب العراقي، أن الشرطة تحقق مع جميع الموجودين لاعتقادها بأن منفّذ العملية تلقى مساعدة من داخل المنطقة الخضراء. وكانت مصادر أمنية عراقية، قد نقلت أن نائبين على الأقل قتلا في الانفجار تردد أن أحدهما هو محمد عوض نائب جبهة الحوار الوطني العراقي السنية فيما الآخر شيعي لم يتم الكشف عن اسمه بعد. وقد كشف صالح المطلك رئيس كتلة الجبهة التي تضم 11 نائباً أن عوض قتل بتأثير الانفجار فيما جرحت نائبة من الكتلة نفسها وفقاً للأسوشيتد برس. فيما قال عضو في البرلمان العراقي لشبكة CNN أن خمسة نواب على الأقل جرحوا نتيجة الانفجار الذي أكد مصدر أمني أنه ناتج عن هجوم انتحاري وقد تردد أن المقهى يشهد بشكل دائم حضوراً لأعضاء مجلس النواب، خاصة في ساعات الذروة، حيث أن توقيت الانفجار صادف موعد الغداء وهو ما أكده أحد النواب العراقيين لشبكة CNN. وقد سارع الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إدانة الإنفجار معتبراً إياه بمثابة تذكير "بوجود من هم على استعداد لنسف الأبرياء في مكان يعتبر رمزاً للديمقراطية." وأضاف: "هناك نوع واحد من الأشخاص قادر على قتل تلك الأرواح البريئة وهو ذاته الذي يقتل الأمريكيين الأبرياء ... ومن مصلحتنا أن نساعد تلك الديمقراطية الفتية على حكم نفسها والدفاع عنها." أما وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، فقد لفتت إلى المحتوى السياسي لتلك الهجمات، متوقعة أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً في قصف المنطقة الخضراء كي يشعر الشعب الأمركي بصعوبة نجاح الخطة الأمنية. كما أدانت بعثة الأممالمتحدة العاملة في العراق الهجوم بشدة وكذلك فعلت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت. وتعتبر المنطقة الخضراء حيث وقع الانفجار أكثر المناطق أمناً داخل العاصمة العرقية، وتضم عدداً كبيراً من إدارات الدولة. ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من قتل عشرة أشخاص، وإصابة نحو 26 آخرين، إثر انفجار شاحنة مفخخة على أحد الجسور الرئيسية في شمال العاصمة العراقية بغداد. وقد أدى الانفجار إلى انهيار الجسر، وسقوط العديد من السيارات في مياه نهر دجلة، حسبما أكد مسؤول بوزارة الداخلية العراقية. وأظهر تسجيل فيديو لموقع الانفجار، جسر "الصرافية" والذي يربط حي "الأعظمية" الذي تسكنه أغلبية سُنية، وحي "باب المعظم"، وقد انهارت أجزاء كبيرة منه، كما سقط هيكله المعدني في نهر دجلة كما ظهر عدد من السيارات وقد سقطت في النهر. وتضاربت التقارير بشأن أسباب الانفجار، حيث قال المسؤول العراقي إن الانفجار نجم عن هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة، فيما ذكر شهود عيان أن الشاحنة المفخخة كانت متوقفة، بعد أن تركها قائدها على الجسر، وقال الشهود إن الانفجار أدى إلى انهيار عدد من المباني السكنية القريبة.