كشف مؤتمر إقليمي حول ظاهرة الإناث عن تعرض أكثر من 130مليون فتاة وسيده على مستوى العالم للختانة، وأوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن نحو مليوني فتاة سنوياً يتعرضن لعمليات الختان التي تنتشر في الوطن العربي بشكل كبير آذ تبلغ أعلى مستوياتها في جمهورية الصومال بنسبة 98% تليها مصر 97% تم السودان 89% وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة ختان الإناث في اليمن تصل إلى 23% تحتل المرتبة الأولى فيها محافظة الحديدة 97.3% المهرة 96.5% حضرموت،95.6% ، وعدن 82.2% أمانة العاصمة 45.5%. ووفقاً لنتائج المسح الديموغرافي لصحة المرأة والطفل في اليمن عام 1997م فإن 69% من عمليات ختان الإناث جرت في المناطق الساحلية ويعاني منها السواد الأعظم في الحديدةوحضرموت وأبين ولحج والمهرة وعدن . وأشارت نتائج مسح ميداني للظاهرة أستهدف عينة عشوائية من النساء في هذه المناطق إلى وقوف النساء وراء هذه الظاهرة وخصوصاً الأمهات والجدات ، فيما يرفض الكثير من الإباء هذه العمليات . وأرجح الاستبيان استمرار ختان الإناث إلى مبررات دينية وأخلاقية واعتقاد سائد بأن الختان طهارة للفتاة في حين تقف عدد من الاسباب الأخرى وراء ذلك منها ضعف التوعية بمخاطر الختان على الإناث سواء الصحية أو الاجتماعية كما أدى ظهور نتائج عكسية لقرار وزارة الصحة بمنع ختان الإناث في المستشفيات الحكومية والخاصة، فذهب الناس إلى النساء الكبار والجدات الاجراء هذه العمليات في ظروف صحية غير آمنة, كما أنه لايوجد نص قانوني يعاقب من يقوم بعملية الختان. ومن بين الاسباب يذكر الاستبيان ضعف الدور التوعوي لخطباء المساجد في التوعية الناس بأن العادة لاتمت للاسلام بصلة، كما يقف غياب التوعية الصحية في وسائل الاعلام كأحد الأسباب التي تسهم في أستمرار تلك الظاهرة. وكان المؤتمر الإقليمي لمكافحة ظاهرة ختان الإناث وقد بدأ أعماله اليوم بصنعاء تحت شعار "معاً للقضاء على العنف ضد الفتاة " بمشاركة عدد من الخبراء وممثلي الاتحادات النسوية العربية. لازالت قضية ختان الإناث تشكل جدلاً واسعاً في الوطن العربي وقد بدأ أول تنظيم رسمي لمنع عملية ختان الإناث في جمهورية مصر العربية في العام 1959أثر صدور قرار يقضي بمنع ختان الإناث في المستشفيات الحكومية ، إلا أن ذلك لا يعني القضاء على هذه الظاهرة في مصر فقد ظلت عملية الختان تجرى بواسطة أشخاص غير أطباء وهو مايعني مضاعفة المخاطر المحتملة لهذه العملية بسبب عدم مراعاة شروط النظافة والسلامة ، ومنع الآثار الجانبية لها ، والتي تسبب نزيفاً وألماً وصدمات عصيبة ، والأسوأ من ذلك أن تفاقم هذه الأضرار وخروجها عن المستوى الطبيعي يستدعي نقل الطفلة إلى المستشفى إلا أن الأهالي يحجمون عن ذلك خوفاً من المساءلة القانونية . كما تتسبب عملية الفتاة في حدوث تلوث وعدوى والتهابات مزمنة بسبب استخدام أدوات غير معقمة، وقد تتأثر بعض الأعضاء المجاورة مثل فتحة البول أو المهبل أو الفخذين أثناء عملية الختان نتيجة محاولات الفتاة للهرب. ولا تخلو عملية ختان الإناث من أثار نفسية سيئة مثل الصدمات النفسية والشعور بالخزي بسبب المبررات التي يطرحها الأهل مثل الحفاظ على أخلاق الفتاة وحمايتها من الانحراف، وهو مايؤدي إلى تكريس مفاهيم خاطئه تولد الخوف من الزواج، بالإضافة أضرار أخرى بعد الزواج مثل عدم الوصول إلى الإشباع الجنسي وعدم الإقبال على العلاقة الجنسية وهي أسباب مباشرة للإحباط والاكتئاب الذي يصيب الزوجين. ويؤكد الخبراء في مجال الطب عدم جدوى الختان في التقليل من الرغبة الجنسية، باعتباره مفهوماً خاطئاً كون الرغبة الجنسية تبقى كما هي لأنها تنشأ في المخ كباقي الغرائز البشرية، إلا أنهم يرون أن إمكانية إشباعها تصبح أقل احتمالا مما يؤثر كثيراً على العلاقة الزوجية بسبب الالم العضوي أو النفسي الذي ينشأ نتيجة عدم التفاعل الجنسي بين الطرفين. علماء الدين أيضاً لايجدون مبرراً أو دليلاً في الكتاب والسنة لختان الإناث حيث لم يرد في القرآن الكريم أي نص بهذا الشأن، أم في السنة فهناك حديثان فقط يذهبان إلى مشروعية الختان للنساء وقد حكم عليهما علماء الحديث بالضعف. ويؤكد علماء اللغة عدم جواز القول بأن الختان من أمور الفطرة أو من خصالها كما ورد في بعض الأحاديث إذ أن المقصود هو ختان الذكور وهو الذي يسمى ختاناً أما ختان الإناث فهو في حقيقة يسمى (خفاضاً). ويسخر علماء الدين من تبرير ختان الإناث بالعفة والطهارة والحرص على أخلاق الفتيات المراهقات وتجنب مايسببة التزاحم والاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن المزدحمة، لأن التلاصق يكون في أجزاء شتى من الجسم البشري فهل تكون المعالجة بقطع هذه الأجزاء من أجسام الناس، مؤكدين العفة واتقاء ماحرم الله لاتكون باستئصال أعضاء الناس وأنما بالتربية والتنشئة على الأخلاق الكريمة لغض البصر والتمسك بكرامة الإنسان مع أخته وأخيه الإنسان . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن المغيرات لخلق الله ، وجعل القرآن الكريم قطع بعض الأعضاء ولو من الحيوان من المعاصي وليس جديداً القول بأن الإسلام كرم المرأة وأحترم مشاعرها وحرص على أن تأخذ حقوقها الشرعية في الاستمتاع كالرجل تماماً . وقال تعالى "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم, وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين " البقرة. كما جعل الله عقاب المرأة العاصية لزوجها بالهجر في المضاجع.