أظهرت بيانات رسمية في الولاياتالمتحدة أن معدلات ختان الذكور تراجعت بحدة هناك، من قرابة 90 في المائة في مطلع الستينات إلى نحو 57 في المائة عام 2004. ويظل الختان من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً في الولاياتالمتحدة التي تعد واحدة، من قلة من دول العالم المتطورة التي يختن معظم أطفالها الذكور، حيث يتعرض التقليد إلى دعوات للمطالبة بإلغائه. وتشير الإحصائيات أن رجلاً بين كل ثلاثة ذكور تعرض للختان حول العالم، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وقالت كاثرين باريت من جامعة ستانفور أن عادة ختان الذكور آخذة في التراجع منذ ثمانيات القرن الماضي، مبررة التخلي عن التقليد "ربما يدخل في إطار جزء لا يتجزأ من جهود أوسع لاسترداد شكل الجسم كما هو، من تدخل طبي مؤذ وغير ضروري." وأنتقد أر. لويس شولتز، مؤلف كتاب "في العراء: الحوض الذكري الكامل" الممارسة متهكماً: "تعرضنا جميعاً للختان عندما كنا أطفالاً.. كان هناك اعتقاد أنها تحد من ممارسة العادة السرية والتعرض للأمراض، ولكن تلك الممارسات المضحكة تغيرت بحق والناس يتسائلون الآن: لماذا نقوم بها." ويوصي العديد من الأطباء بالختان نظراً لوجود أدلة تربطه بخفض مخاطر تعرض العضو الذكري للسرطان والتهابات المسالك البولية ونقص المناعة المكتسب HIV والأمراض المعدية المنتقلة عبر الممارسات الجنسية. وتوفر العديد من كبرى شركات التأمين في الولاياتالمتحدة غطاءً صحياً للختان الذي تقوم به العديد من المستشفيات مجاناً للمواليد الجدد. وينبري المعارضون بالتشكيك في جدوى الختان الطبية، واحتدم الجدل مجدداً بشأنه إثر ربط دراسة علمية جديدة في فبراير/شباط أن الرجال المثليين في أفريقيا أكثر عرضة، وبواقع 60 في المائة، عن نظرائهم الذين لم يختنوا، للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب. ودفعت الدراسة بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى إعادة النظر في سياستها تجاه الختان. وأشارت دراسة تمت العام الماضي إلى أن النساء اللاتي يتزوجن رجالا تعرضوا للختان، هن أقل تعرضا للعدوى بفيروس نقص المناعة. وجاءت الدراسة ثمرة عامين من الأبحاث في كل من زيمبابوي وأوغندا، وقام بها عدد من الباحثين المحليين، بهدف معرفة ما إذا كان لختان الذكور أثر حقيقي في التقليل من خطر انتقال الفيروس إلى النساء. وأفادت النتائج الأولية للدراسة أن الختان خفض من مخاطر العدوى بفيروس نقص المناعة بنسبة 70 في المائة، الأمر الذي يعتبر مشجعا. ويشار أن الختان مازال شائعاً في المجتمعات الإسلامية واليهودية.