قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن الوث ائق التي عثرت عليها حركة حماس في مقار الاجهزة الامنية بغزة مذهلة وتكشف حقائق مفجعة قد تصدم الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الحركة لا تسعى للاستقلال بغزة وإقامة إمارة مستقلة فيها، وأوضح هنية ان عقد مؤتمرات قمة في هذه المرحلة بالذات هو مناورة من قبل الاحتلال الاسرائيلي للدخول على خط الازمة الداخلية. وذكر هنية مساء اليوم الأحد في أول خطاب رسمي له بعد قرار اقالته امام عددا كبيرا من الوزراء والنواب: " ان هذا الحضور يدل على الإلتفاف حول القضية الفلسطينية من التحرر من المحتل وحماية الوحدة الفلسطينية وحماية خيارات الشعب الفلسطيني النزيهة موجها التحية الى كل ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن وحيث ما تواجد في كل مكان". واضاف:" لابد ان نقف امام جوهر المشكلة الفلسطينية وهي الاحتلال الجاسم على ارضنا، وان اي صراعات داخلية لا يمكن ان تطغى على هذا المفهوم اننا شعبا محتلا وان معركتنا مع الاحتلال". وأوضح هنية ان عقد مؤتمرات قمة في هذه المرحلة بالذات هو مناورة من قبل الاحتلال للدخول على خط الازمة الداخلية وقال :" وها انتم تتابعون دخول الاحتلال على خط الازمة الداخلية وذلك عن طريق اغداق المال على اهلنا في الضفة ومحاولات المناورات السياسية من خلال عقد المؤتمرات السياسية في هذا الايام بالذات كما ان قرارات الافراج عن الاموال والضرائب الفلسطينة وسلسلة الاعتقالات في الضفة جاءت ضمن مناورات الاحتلال ". وتابع هنية :" لست منزعجا من افراج الاحتلال عن الاموال لانها حقنا ولكن يجب ان تبقى بعيدة عن التميز فلابد ان تصل الاموال لجميع ابناء الشعب الفلسطيني دون تميز ، وان الافراج عن الاموال المصادرة من قبل اسرائيل أمر واجب وهي حق للشعب الفلسطيني ". وحول انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني تساءل هنية لماذا يتم انعقاد المجلس عندما حوصر الرئيس ياسر عرفات في مقره ، او عندما اغتيل؟ ولماذ لم يجتمع المجلس المركزي لبحث وضع اخوننا في العراق او في نهر البارد الذين تم تشتيتهم مرة ثانية؟ وقال : المجلس المركزي اجتمع فقط لحل الحكومة الشرعية وتعطيل المجلس التشريعي. وأكد هنية ان الوطن لن يعود الا بالمقاومة والاحتلال وأمريكا لن يعطونا حقنا ولم يقدموا شيئا للفسطينيين ، مشيرا إلى أن حجم الضغوط التي تعرضت لها حكومته والتى هدفت الى اسقاطها وقال :" واجهنا ضغوطا وحصارا منذ فوزنا في الانتخابات عبر شروط اللجنة البراعية من أجل الاعتراف باسرائيل، والاعتقالات التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي لاكثر من 45 نائبا أدت الى تعطيل المجلس التشريعي ، ولقد تم تزويد تيار في فتح بالمال والسلاح في إطار سياسية لاسقاط الحكومة الفلسطينة المنتخبة كل هذه السياسات كانت تهدف الى اسقاط الشرعية أو تقديم، تنازلات على حساب الشعب الفلسطيني". وقال هنية :" لم نقدم اي تنازلات وكنا مقتنعين بسياسة الصبر والتحمل من أجل الشعب الفلسطيني كما صبرنا على كثير من المضايقات ولم نتخلف عن اي اجتماع مع الوفد الامني المصري وقبلنا الوساطة القطرية والسورية واليمنية كما اشكر الوفد المصري لما قام به من جهود". واضاف :" لقد تحلينا بالمرونة السياسية من خلال قبول كثير من الامور لاننا نبحث عن قاسم مشترك مع الجميع واستطعنا ان نجد قاسما بين ثوابتنا الاسلامية والمرونة السياسية لاستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني ، مشيرا الى ان هناك تيارات فلسطينية تعاملت مع اتفاق مكة كمرحلة أو كهدنة داخلية". وأكد هنية انه وجهه برسالة الى الرئيس عباس لاطلاعة على خطورة ما يجري على الارض الفلسطينية، وقال كان هناك مؤشرات تجييش عسكري وتحريض اعلامي من قبل تيار فلسطيني وهناك تيار يتحرك بعيدا عن السلطة المركزية الفلسطينية ويسعى الى تعطيل كل التسوية الداخلية . وقال هنية مخاطبا صناع القرار في رام الله والدول العربية لا تغرقوا في الوهم القادم ولا تجروا خلف السراب ان اميركا والاحتلال الاسرائيلي لن يعطوا شعبنا ولن يقدموا لشعبنا أي شيء من خلال المفاوضات. وأضاف ان قرار المشاركة بالانتخابات رغبة منها في حماية الوحدة الوطنية والشراكة السياسية حيث شكلنا الحكومة العاشرة السابقة ، لكن واجهونا بسياسات وضغط على الحكومة والشعب من خلال شروط الرباعية ووصل الوضع الى حد قطع العلاقة بين الحكومة والبنوك كذلك تعطيل المجلس التشريعي من خلال الاعتقالات ل45 نائب من المجلس التشريعي. صاحب ذلك تعطيل فلسطيني داخلي لجلسات التشريعي تحت اسباب واهية وزعم ان حكومته جوبهت بتمرد داخلي وموجات من المشاكل والصراعات من الوزارات والمجالس والبلديات والاجهزة الامنية بحركة "تمرد مبرمجة" على مدار الشهور الماضية واتهم هنية الولاياتالمتحدة بامداد تيار داخل فتح بالمال والسلاح للانقلاب على حماس وقال ان نخبة فلسطينية التقت ارنز في واشنطن حيث ابلغهم: يجب ان تسقط حماس من الحكم بالطريقة القاسية . واضاف ان حماس واجهت صداما مسلحا قبل وبعد اتفاق مكة لكنها (امينة على قضية شعب وليس كرسي) حسب حديثه. لذلك صمدت حماس الى جانب الشعب وتحملت المسؤولية ودافعت عن العروبة والاسلام. وحول إقامة إمارة في غزة، قال هنية "الحديث حول إقامة دولة إسلامية في القطاع و"حماستان" مجرد دعايات اسرائيلية روج لها الاحتلال لنشر ثقافة الخوف في فلسطين والدول العربية المجاورة , فالقطاع جزء لايتجزء من الوطن, ونحن أكثر الناس حماية للوحدة الفلسطينية ومعناها والحرص علي الالتزام بالقانون الاساسي فنحن لن نتخلي عن شعبنا في الضفة والشتات. " وقال هنية إن قوتنا قوة لكل الدول الاسلامية وليس نحن ضد أي دولة, ولو اختلفنا لن ننسلخ من أمتنا ووطننا ولا نفكر في أي إمارات مستقلة, وهذه الأحاديث ترويج أسرائيلي, فالاحتلال هو الذي خلق فاصل من القطاع والضفة, ويمنع أي مواطن في المنطقتين من الوصول للاخرى ." وحول صلاحيات الرئيس عباس، قال "في حديث كثير عن القانون ، والقانون يعطي صلاحيات للرئيس لاقالة رئيس الوزراء ويعطي للرئيس اعطاء إعلان حالة الطوارئ ، لكن الإشكالية في تجاوز القانون ، لان القانون ينص على أنه ممنوع إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة تزيد عن 30 يوما واذا اراد ان يجددها فيجب عليه عرضها علي المجلس التشريع ، وأما إعلان حكومة الطوارئ فالقانون لا يعطي الرئيس صلاحية تشكيل حكومة جديدة وإنما تظل الحكومة المقالة لتسيير اعمال الفلسطينيين ، كما انه لا يوجد في القانون ما يعطي الريئس الحق في تعطيل العمل بالقانون وتعطيل المجلس التشريعي . أما حول الشريط الذي بثته وسائل الاعلام حول اغتيال الرئيس عباس، فهو لا علاقة له بالرئيس ابو مازن فالشريط يرجع إلى ثمانية شهور وكان لمواجهة الاحتلال ، ولم ولن نفكر في اغتيال الرئيس وموقعين علي اتفاق ومتشاركين في نظام اساسى، واقطع ان لا صحة لهذا الموضوع . وتساءل هنية لماذا نتوقف عند محاولة وهمية لاغتيال الرئيس عباس ، ونتجاهل المحاولات الحقيقة التي تعرضنا لها فقد تعرضت لاطلاق نار اكثر من مرة ، واطلق على منزلي قذيفة "اربي جي ايه" اخترقت ثلاثة جدر وكنت انا بالداخل ، وكذلك ما تم اثناء اجتماع الحكومة من إطلاق نار كثيف الم تكن محاولة اغتيال ؟ ، كما تعرض منزل القيادي محمود الزهار , وكلها عمليات اغتيال مدبرة ، وأكد هنية أن الحركة ضد سياسية الاغتيال, فنحن (الحركة) رحماء بالشعب الفلسطيني . وحول اتهام ايران بالتدخل في احداث غزة، قال هنية "هذا كلام غير منطقي، فالحركة حصلت على اموال من كل الدول العربية لاننا شعب محاصر وبحاجة ماسة إلى أموال، فقد حصلنا من قطر على 400 مليون دولار والجزائر 100 مليون دولار , ووافقت السعودية على منحنا نصف مليار دولار ، فالشعب محاصر وهذا حقنا على امتنا ، فكيف تساعدنا ايران ونحن لسنا محسوبين على أحد ". أما عن قصة "الان جونستون" الصحفي المختطف من فترة طويلة , قال "نحن استنكرنا عملية الاختطاف فهذا العمل لايخدم الاسلام والقضية الفلسطينية, واستجبنا لرغبة الحكومة البريطانية بعدم استخدام القوة خوفاً على حياته, فهذا الموضوع يجب ان ينتهي, فهذ الافكار خارجة عن وسطية الاسلام ورواد الفكر الاسلامي الوسطي , وقطاع غزة منارة بنور الاسلام." وأضاف هنية نحن لا نريد ان تعيش غزة امن والضفة تعاني من انعدامه ولن نشعر بالامان الا اذا رحل الاحتلال وانا باسم الشعب الفلسطين استنكر التصريحات التي اساءت لرئيس الجامعة العربية ونشيد بدور الامين العام الذي ظل في تواصل مع القيادات الفلسطينة لمدة سنة ونصف .