قرر آلاف العالقين الفلسطينيين على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، تصعيد اضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على استمرار منعهم من دخول القطاع، في وقت دعا فيه رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المقال إسماعيل هنية إلى “وقفة عربية موحدة من أجل فتح المعبر”، واعتبر أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن استمرار إغلاق المعبر يحول القطاع إلى سجن كبير. وأعلن العالقون في الجانب المصري أن إضرابهم عن الطعام الذي بدأ قبل يومين، دخل مرحلته الثانية وهي البقاء فقط على الماء والملح، وذلك احتجاجا على استمرار منعهم من دخول القطاع. وقالوا في بيان صحافي، أمس إن هذه الخطوة تأتي احتجاجاً على تردي أوضاعهم الإنسانية والنفسية، بعد أكثر من أربعة أسابيع على بقائهم على المعبر، من دون السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وذويهم في القطاع. وفي السياق، دعا هنية في رسالة وجهها إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إلى وقفة عربية موحدة من أجل فتح معبر رفح، وتحويله إلى معبر فلسطيني مصري بشكل خالص من دون وجود رقابة أو وساطة دولية. وأطلع هنية موسى في رسالته على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني جراء الحصار المتواصل واستمرار إغلاق كافة منافذ القطاع، خاصة معبر رفح، والذي أدى إلى تكدس العائلات الراغبة في السفر على جانبي الحدود وعلى الجانب المصري تحديداً. وقال: “يعجز أكثر من 6 آلاف مواطن ومواطنة عن العودة إلى بيوتهم وذويهم ويعيشون ظروفاً غاية في الصعوبة أدت إلى وفاة 11 منهم حتى الآن، وهذا العدد مرشح للزيادة إذا ما استمرت هذه المعاناة”. من ناحيته، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ان استمرار “إسرائيل” في إغلاق المعبر سيحول قطاع غزة إلى سجن كبير. وقال في بيان صحافي ان 28 فلسطينياً توفوا على المعبر منذ الأول من يونيو/حزيران الماضي دون أن يحرك العالم ساكناً ضد “إسرائيل” التي حولت القطاع إلى معتقل كبير ومنعت الدخول أو الخروج منه، مضيفاً أن عدداً كبيراً من العالقين على المعبر هم من المرضى الذين كانوا في رحلة علاج في الخارج، مما أدى إلى وفاة هذا العدد الكبير منهم. إلى ذلك، قام وفد من حكومة الطوارئ يضم وزير الإعلام والشؤون الاجتماعية ووزير الصحة بجولة في مدينة العريش شمال سيناء للبحث في إيجاد حل لمشكلة العالقين على المعبر. وقال سفير فلسطين في القاهرة منذر الدجاني إن الوفد التقى بعض الجهات الرسمية المصرية المعنية وبالعالقين على المعبر وغيرهم من المحتجزين داخل الحدود المصرية. وعلى صعيد متصل، قال مسؤولون أمنيون مصريون ان أكثر من عشرين فرداً من الأمن الفلسطيني الذين سبق لهم الفرار إلى مصر أثناء استيلاء حماس على غزة قد عادوا طواعية إلى القطاع، من دون أن يوضح هؤلاء الطريقة التي تمت فيها إعادتهم.