واجه المرشحون الديموقراطيون لرئاسة الولاياتالمتحدة اختباراً مساء الخميس خلال مناظرة خصصت بالكامل لحقوق مثليي الجنس (الشواذ) في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات الرئاسية الاميركية, بينما دعي مرشحون جمهوريون لكنهم لم يشاركوا. وتغيب اثنان فقط من الطامحين الديموقراطيين للوصول الى الرئاسة, السناتور جو بيدن والسناتور كريس دود, عن المناظرة التي بثتها شبكة "لوغو" لمثليي الجنس التي تبث بالكابل وكذلك على موقعها على الانترنت. وفيما أقر المرشحون بمعظم حقوق الشواذ إلا إنهم اختلفوا فيما بينهم بشأن الزواج, فبينما حاول البعض التلاعب والتفرقة بين ما يسمى ب"الاتحاد" والزواج كونه يحمل صفة دينية, أيد اثنان من المرشحين الزواج بين المثليين, وتراجع ثالث عن تصريح سابق بمعارضته لهذا النوع من الزواج. وأبدى المرشحان الديموقراطيان الأوفر حظا في استطلاعات الرأي هيلاري كلينتون وباراك أوباما تأييدهما للاعتراف القانوني بالأزواج المثليي الجنس لكنهما تلاعبا كلاميا بخصوص مسألة الزواج. وقالت كلينتون السيدة الأولى سابقا إنها تفضل أن تصف نفسها بأنها "مؤيدة للزواج المدني" وهو "موقف شخصي". وأضافت "قلنا في بلادنا إننا نؤمن بالمساواة. أما كيفية التوصل إلى مساواة تامة فهو الجدل الدائر الآن". وشدد السناتور الأسود باراك أوباما على ضرورة "تمييز" مسألة الاتحاد بين أشخاص مثليي الجنس عما "هو تاريخيا في صلب كلمة الزواج, والتي تحمل صفة دينية بالنسبة لغالبية الناس". اما السناتور السابق جون ادواردز فعاد عن تصريح سابق اعلن فيه معارضته لزواج مثليي الجنس بسبب تدينه. وقال "لم يكن من اللازم ان اقول ذلك" مضيفا "لدينا رئيس حاول في السنوات الست الماضية فرض معتقداته الدينية على الشعب الاميركي. سأحاول الا افرض معتقداتي الدينية على الاميركيين". واعلن البرلماني دنيس كوسينيتش والسناتور السابق مايك غرافل, اللذان يحلان خلف اولئك المرشحين في استطلاعات الرأي, انهما يؤيدان زواج مثليي الجنس. وتعليقا على مسيرة قبول مثليي الجنس في المجتمع الاميركي توقع مايك غرافل (77 عاما) واكبر المرشحين سنا "الا تكون بعد خمس سنوات مسألة مثليي الجنس مطروحة في الحملات الانتخابية". وخلال آخر انتخابات عام 2004 أدت مسألة زواج مثليي الجنس الى انقسام كبير بين الناخبين الأميركيين والى مسارعة اليمين الديني الى صناديق الاقتراع للتعبير عن رأيه. من جهة آخرى, عادت كلينتون الى قانون مثير للجدل اعتمد عام 1993 في ظل الولاية الاولى لزوجها بيل كلينتون وينص على إمكان مثليي الجنس الخدمة في الجيش شرط التكتم على ميولهم الجنسية, على ان تمتنع القيادة من جهة آخرى عن توجيه الاسئلة الى أي شخص حول هذا الموضوع. وأقرت بأن تلك السياسة "قد فشلت". وعبرت عن ندمها لانها لم ترد فورا على مسؤول كبير في البنتاغون وصف في الآونة الأخيرة الشذوذ الجنسي بأنه أمر "غير أخلاقي". وتصوت مجموعة مثليي الجنس في الولاياتالمتحدة تقليديا بغالبيتها الكبرى لصالح الديموقراطيين. وخلال انتخابات 2004, نال المرشح الديموقراطي جون كيري 77 % من أصوات مثليي الجنس مقابل 23 % للرئيس الحالي جورج بوش.