كلف الرئيس اللبناني اميل لحود مساء اليوم الخميس 21-10-2004 النائب المؤيد لسوريا ورئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء المكلف رفيق الحريري, على ما أفاد مصدر رسمي. وأعلن الملحق الصحافي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا ان "لحود استقبل كرامي وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة".من جهة أخرى، يرى محللون أن الاستقالة التي تقدم بها أمس رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بعد أن سعى من دون جدوى لتشكيل حكومة وحدة وطنية قد تؤدي إلى تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان. وفيما تسود حالة من القلق في الشارع اللبناني بعد الاستقالة واصلت الولاياتالمتحدة وفرنسا اللتان تبنتا التحركات في مجلس الأمن الدولي ضد الوجود السوري في لبنان، واصلتا ضغوطهما في هذا المجال مطالبين بأن يتم اختيار الحكومة الجديدة بعيدا عن التدخلات الخارجية –في إشارة للدور السوري-، وهي الضغوط التي استنكرها أمس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي قال إن استمرار مجلس الأمن في ترك صلاحياته الأساسية في ضبط الأمن والسلم الدوليين، سيجعل مصداقيته محدودة للغاية.وكان كرامي قد خرج من الحكومة في السادس من مايو عام 1992 عقب تظاهراتٍ في الشوراع احتجاجا على انخفاض قيمة الليرة اللبنانية إلى مستوى قياسي وتدني الأوضاع المعيشية.وينحدر كرامي من عائلة سياسية عريقة إذ إن والده عبد الحميد كرامي أحد الشخصيات صانعة الاستقلال في لبنان وهو شقيق رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي الذي ترأس معظم حكومات ما قبل الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان على مدى 15 عامًا، وانتهت عام 1990 واغتيل بتفجير طائرته الهليكوبتر في عام 1987 أثناء انتقاله من الشمال إلى بيروت.وقد امتنعت الكتلة النيابية للحريري البالغ عددها 16 عن تسمية أي مرشح فيما لم تتم تسمية أي مرشح آخرمن قبل أي من النواب الآخرين الذين تمت استشارتهم.وكان الوزراء الموالون لجنبلاط وعددهم ثلاثة قد استقالوا من الحكومة الشهر الماضي احتجاجا على التمديد ثلاث سنوات للحود. وقد تعرض بعد ذلك أحدهم وهو مروان حمادة لمحاولة اغتيال فاشلة.وسمت الكتل النيابية الموالية لسوريا كرامي. ومن أبرز هذه الكتل كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تضم 15 نائبا وكتلة حزب الله التي تضم 12 نائبا.ووفقا للدستور فإن الحكومة المرتقبة تنتهي ولايتها مع إجراء الانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل.لكن مجموعة من المعارضين لرئيس الجمهورية رأوا أن الحكومة تشكلت قبل أن تستقيل حكومة الحريري.وجاءت الاستقالة بعد أكثر من شهر ونصف الشهر على صدور قرار من مجلس النواب اللبناني يوافق على تمديد فترة ولاية لحود المدعوم من سوريا رغم قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي دعمته الولاياتالمتحدة وحذر دمشق من التدخل في الشؤون اللبنانية من دون تسميتها.