ترى مجموعة من علماء الدين في إندونيسيا أن مشروع بناء محطة نووية لتوليد الطاقة في جاوا الوسطى يعتبر محرما دينيا لأن مخاطره تفوق منافعه المحتملة. وتحاول إندونيسيا التي تعتبر أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، تشجيع استعمال الطاقة البديلة لتخفيض اعتمادها على النفط ولتقليص النفقات المخصصة للطاقة. ولتحقيق تلك الأهداف تخطط جاكرتا لبناء محطة نووية لتوليد الطاقة في شبه جزيرة موريا في جاوا الوسطى. وقد أثار ذلك المخطط نوعا من الجدل خاصة أن البلد يتعرض باستمرار للزلازل. وقد التقى علماء من الفرع المحلي لنهضة الأمة، التي تعتبر أكبر تنظيم إسلامي في البلاد، في إحدى مدن جاوا الوسطى خلال نهاية الأسبوع الماضي لبحث تلك القضية. وحسب أحد العلماء المشاركين في ذلك الاجتماع فإن العلماء المؤتمرين خلصوا إلى أن المحطة ستشكل خطرا على حياة سكان المنطقة وأفتوا بالتالي بأنها محرمة من وجهة نظر دينية. وقال العالم أحمد روزيكين إن الاجتماع توصل إلى أن سلبيات ذلك المشروع لتوليد الطاقة تفوق منافعه المحتملة وإلى أنه يهدد بقاء الكائنات البشرية في المنطقة. ومن جانبه قال الأمين العام لنهضة الأمة سيف البحري إن فتوى تحريم بناء المحطة النووية تم التوصل إليها على المستوى المحلى وإن الموضوع لا يزال مثيرا للجدل وإن هناك خلافا حوله حتى في صفوف العلماء الذين شاركوا في الاجتماع المذكور. وتعول إندونيسيا على ذلك المشروع لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة في البلد الذي يصل عدد سكانه إلى نحو 220 مليون نسمة. وكان المدير العام للمنظمة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد أشار إلى أن إندونيسيا لن تواجه مشاكل في بناء محطة نووية لتوليد الطاقة لأغراض سلمية لأنها التزمت ببنود اتفاقية حظر الانتشار النووي. لكن جماعة "غرين بيس" التي تدافع عن البيئة قالت في يوليو/تموز الماضي إنه سيكون من قبيل الخطأ بناء محطة نووية لتوليد الطاقة في بلد يتعرض للزلازل باستمرار. المصدر: رويترز