تمكن رجال المقاومة العراقية من إسقاط مروحية تابعة لجيش الاحتلال الأمريكي في عامرية الفلوجة غرب العاصمة بغداد مساء اليوم السبت، وفق ما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية. ولم تتوافر بعد حجم الخسائر البشرية في صفوف الأمريكيين جراء إسقاط المروحية. وأعلن متحدث باسم مشاة البحرية الأمريكية أن هجوما على قافلة عسكرية أسفر عن إصابة 20 من عناصرها بجروح في غربي العراق اليوم السبت، وقد وقع الهجوم الناجح الذي نفذه رجال المقاومة في مدينة الرمادي السنية التي تبعد 110 كيلومترات غربي بغداد، وجميع المصابين من قوة استطلاع تابعة لمشاة البحرية الأمريكية. وقد ترددت أنباء لم يؤكدها المتحدث الأمريكي عن وقوع عملية استشهادية نفذها مهاجمٌ بسيارة ملغومة حيث هاجم القافلة الأمريكية قرب الرمادي، وهي إحدى مدينتين يسيطر عليهما المقاومون، ويحرمون على الاحتلال دخولهما وتأمل القوات الأمريكية أن تستعيد السيطرة عليهما خلال هجوم عسكري مرتقب. ونقلت وكالة رويترعن مصدر في الشرطة العراقية في وقت سابق إن سيارة ملغومة انفجرت قرب قافلة عسكرية أمريكية في الساعة الثانية بعد الظهر على الطريق الرئيسي شرقي المدينة، وقال المصدر إن شاحنة نقل قوات أصيبت بأضرار من جراء الانفجار، وقال عاملون في مستشفى إن عراقيًّا واحدا على الأقل قتل وأصيب 14 في مصادمات بين المسلحين والقوات الأمريكية في الرمادي. على جانب آخر تواصل مدينة الفلوجة صمودها، وقد دعا بيان لمجلس شورى مجاهدي الفلوجة اليوم السبت جميع القنوات الفضائية للدخول إلى المدينة لتغطية الأحداث التي تشهدها المدينة. واعلن مجلس شورى المدينة في بيان لة السماح لكافة القنوات الفضائية بالدخول إلى مدينة الفلوجة لتغطية الأحداث ليكونوا شهودَ حق على الحملة الصليبية على الإسلام والمسلمين"، وأضاف البيان أن المجلس يتعهد "بتوفير الحماية لهم ونقلهم إلى موقع الحدث.. وسيكون هناك مبنى خاص للصحفيين والإعلاميين".وتتعرض مدينة الفلوجة خلال الفترة الأخيرة وحتى هذه الساعة لأعنف هجوم أمريكي وحشي تعرضت له منذ عدة أشهر، كان نتيجته تدمير عشرات المنازل التي هزت المناطق الشرقية والشمالية في المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون. على نفس الصعيد قتل 50 شخصا على الأقل في سلسلة هجمات اليوم في أنحاء العراق معظمهم من عناصر الشرطة العراقية.أعنف الهجمات كانت في مدينة سامراء على بعد 125 كلم شمال بغداد حيث قتل نحو 37 شخصا معظمهم من قوات الشرطة والحرس الوطني العراقي، وجرح العشرات في تفجير أربع سيارات مفخخة وهجمات مسلحة استهدفت مراكز للشرطة ومبنى قائمقامية المدينة.وفرضت القوات الأميركية حظر التجول في المدينة اعتبارا من ظهر اليوم بعد أن خاضت اشتباكات مع بعض المسلحين.ومن بين القتلى قائد وحدة التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية في المدينة العميد عبد الرزاق الجرمني وعدد كبير من عناصر الشرطة والحرس الوطني. وأصيب في أحد التفجيرات قائمقام سامراء اللواء طارق كامل عويد بجروح.وفي الجنوب, قتل 12 عنصرا من الحرس الوطني من بلدة العباسية شمال النجف كانوا خطفوا الخميس الماضي في بلدة اللطيفية جنوب بغداد, بينما كانوا عائدين إلى منازلهم. وفي هجوم آخر قال مصدر بالشرطة إن مسلحين اغتالوا المقدم عبد الستار اللهيبي الضابط السابق باستخبارات الجيش العراقي في هجوم ببعقوبة. وترك المسلحون جثة اللهيبي على جانب الطريق وأشعلوا النار في سيارته.. وعلمت الجزيرة أن ثلاث آليات عسكرية أميركية أعطبت في هجمات منفصلة في أبو غريب إلى الغرب من بغداد. في الموصل, قتل سائق شاحنة تركي ودمرت شاحنتان محملتان وقودا في هجوم استهدف قافلة رافقتها قوات أميركية شمال العراق، كما دمرت عربة عسكرية أميركية في الهجوم الذي وقع قرب قرية العربيد على 70 كلم جنوب الموصل. في هذه الأثناء واصلت القوات الأميركية قصفها العنيف على مدينة الفلوجة غربي بغداد حيث أطلقت صواريخ وقذائف مدفعية حول المدينة. وأكد مسؤولون أميركيون أن قوات عراقية تتدفق على قواعد عسكرية أميركية قرب الفلوجة بالتزامن مع الاستعدادات الأميركية لشن هجوم شامل على المدينة.وقال متحدث باسم قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إن كتيبة على الأقل من قوات التدخل السريع العراقية مدربة على خوض حرب شوارع وصلت الى مواقع المارينز حول الفلوجة. وأفادت أنباء بتجدد المعارك العنيفة بين الأميركيين والعناصر المسلحة على الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة، وكان الطرفان تبادلا قصفا مدفعيا إثر القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة الليلة الماضية.