اعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تفاؤله بإمكان حصول توافق على موضوع رئاسة الجمهورية، وبالتالي انتخاب رئيس جديد قبل انتهاء المهلة الدستورية في ال24 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فيما قالت سوريا "إنها مستعدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع بيروت، ولكنها تعتبر حكومة فؤاد السنيورة "معادية" لها". وقال بري لصحيفة (السفير) في عددها الصادر الجمعة 19-10-2007 "إن التفاؤل عندي قد ازداد، وعلى الرغم من الأجواء التصعيدية المفتعلة أؤكد أن التوافق آت حتما حتما حتما، وإن شاء الله ليس في وقت بعيد". وأضاف بري "أن التوافق ليس بعيدا عن متناول اليد، وليس سوى مسألة وقت قصير يمكن أن يحصل في ال23 من الشهر الجاري أو بعده، والمؤكد أنه سيتم ضمن المهلة الدستورية، وسيكون للبنان رئيس جديد للجمهورية ضمن هذه المهلة ولو كره الكارهون". وردا على سؤال، قال "إن الحوار مع رئيس (تيار المستقبل) النائب سعد الحريري ليس مقطوعا، وسيتواصل"، مشيرا إلى أن تأخر اللقاء مرده إلى الرغبة في إعطاء فسحة لمساعي البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير على أمل أن تحقق المرتجى منها بما يريح الواقع السياسي بشكل عام، مع التأكيد ألا غبار على موقف بكركي". يذكر أن بري قد حدد جلسة لانتخاب الرئيس العتيد في ال23 من الشهر الجاري، بعدما فشل مجلس النواب في ال25 من سبتمبر الماضي من عقد جلسة أولى بسبب مقاطعة كتلتي الوفاء للمقاومة التابعة ل(حزب الله) والإصلاح والتغيير برئاسة العماد ميشال عون، لعدم التوافق المسبق على اسم الرئيس. من جانب آخر، أكدت سوريا في رسالة للأمم المتحدة على احترامها لسيادة واستقلال لبنان واستعدادها لإقامة "علاقات دبلوماسية مع حكومة لبنانية تؤمن بعلاقات ودية معها، وليست معادية لها كما هو حال حكومة (فؤاد) السنيورة". وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا الجمعة "إن الرسالة وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وذلك بعد أسبوع من تلقي الأخير رسالة من السنيورة، يطلب فيها مساعدة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لمنع دخول أسلحة إلى لبنان آتية من سوريا". وأكدت الرسالة "احترام سوريا التام لسيادة واستقلال لبنان"، وقالت "إن موضوعي إقامة العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود بين سوريا ولبنان (...) سيتم حلهما بالاتفاق بين الحكومة السورية وحكومة لبنانية لا تنصب نفسها عدوا لسوريا"، وأضافت "أن سوريا على استعداد تام لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع حكومة لبنانية تؤمن بعلاقات ودية مع سوريا، وليست معادية لها كما هو حال حكومة السنيورة الآن". واعتبرت أن الرسالة التي وجهها السنيورة إلى بان كي مون حفلت بمختلف أشكال التضليل، متهمة رئيس الوزراء اللبناني بتكرير التهم التي تطلقها إسرائيل ومن يقف خلفها حول تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان. وكان السنيورة ذكر في رسالته أن كميات كبيرة من الأسلحة الآتية من سوريا قد دخلت لبنان خلال الحرب (في 2006) وربما بعد الحرب، ووزعت على مجموعات تقيم علاقات وثيقة بها، وأكد أن مجموعة "فتح الاسلام" أتى معظم أعضائها من سوريا وتلقوا المساعدة من مجموعات فلسطينية موالية لسوريا في دمشق. وأكدت الرسالة أن سوريا اتخذت جميع الإجراءات لضمان عدم التهريب عبر حدودها مع لبنان؛ حيث ضاعفت عناصر حرس الحدود على الجانب السوري، كما أن الاتصالات بين الجانبين السوري واللبناني لضبط الحدود المشتركة لم تنقطع. من ناحية أخرى انتقدت الرسالة بعض المسؤولين اللبنانيين، الذين قاموا باستغلال زياراتهم إلى الأممالمتحدة مؤخرا، بهدف وحيد هو تشويه صورة سوريا وتحريض مجلس الأمن ضدها، في إشارة إلى زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري، وأحد أقطابها وليد جنبلاط، وقالت "إن هذه التصرفات التي تفتقد إلى الحد الأدنى من الأدب السياسي والأخلاقي لم تترك أية فرصة لإجراء حوار جدي بين البلدين".المصدر /وكالات