نقلت وكالة رويترزعن مصدر سياسي بارز يوم الثلاثاء ان الانتخابات الرئاسية اللبنانية ستتأجل حتى يوم الجمعة لمنح الزعماء السياسيين الوقت اللازم للاتفاق على خلف للرئيس اميل لحود الذي تنتهي ولايته في اليوم ذاته. وكان من المقرر ان يجتمع مجلس النواب يوم الأربعاء لانتخاب خلف للحود لكن مصدرا سياسيا رفعيا قال لرويترز ان الانتخاب سيتأجل للمرة الرابعة منذ سبتمبر ايلول. والفشل في الاتفاق على خلف للرئيس سيعقد الأزمة السياسية المستمرة منذ عام وقد يؤدي الى تشكيل حكومتين واحدة مناهضة للنفوذ السوري والثانية تساندها دمشق. ويخشى كثيرون من انزلاق الامور نحو العنف في بلد لا يزال يتعافى من حرب أهلية استمرت من عام 1975 وحتى عام 1990. وقال مصدر أمني رفيع ان الجيش عزز من تواجده الأمني في بيروت وعلى اطرافها ونشر المتاريس ووضع العربات المدرعة حول الابنية الحكومية. مضيفا ان "الجيش بدأ خططا أمنية". وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان بمناسبة يوم الاستقلال الذي يحل يوم الخميس "اي اعتداء على الامن هو خيانة وطنية وكل سلاح يوجه الى الداخل هو سلاح خائن". وأضاف مخاطبا العسكريين "الوطن على المحك وانتم حماته فلا تتهاونوا ولا تستكينوا اذ سيخرج لبنان أقوى من ذي قبل فخورا بتضحياتكم وتفانيكم". وأردف يقول "كنتم مثالا في الوحدة الوطنية فلا تعيروا اذانا لما يحصل حول تطبيق الدستور وتفسيره من تجاذبات واجتهادات تكاد تقسم البلاد الى اجزاء متناثرة اصغوا الى نداء الواجب ونداء الوطن". ومؤسسة الجيش هي واحدة من المؤسسات القليلة في الدولة التي مازالت تعمل بفعالية خلال هذه الازمة التي شلت الحكومة. والانتخابات الرئاسية هي أصعب حلقة في سلسلة قضايا خلافية في الازمة السياسية المستمرة منذ عام بين حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله المؤيد لسوريا. وفشل حتى الان رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو أحد أبرز زعماء المعارضة وسعد الحريري زعيم الأكثرية البرلمانية في الاتفاق على اي من اسماء المرشحين التي قدمها البطريرك الماروني نصر الله صفير. وسافر الحريري في زيارة للعاصمة الروسية موسكو فجر يوم الثلاثاء. وبموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان ينبغي أن يكون رئيس البلاد مارونيا. وتقول مصادر سياسية ان التحالف الحاكم يريد انتخاب النائب روبير غانم بينما تفضل المعارضة الوزير السابق ميشال ادة. وقالت فرنسا التي تدعم التحالف الحاكم يوم الاثنين انه يجري عرقلة جهودها للتوسط في اتفاق بين الطرفين. ويواصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر محادثاته في بيروت يوم الثلاثاء. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله في طهران ان سوريا وفرنسا تعملان معا لنفس الهدف. وحذر حزب الله حليف سوريا وايران من "صورة كارثية" في لبنان في حالة عدم الاتفاق بين المعارضة التي يتقدمها وبين التحالف الحاكم المدعوم من الغرب. وتساءل رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد قائلا "من الذي سيحكم البلد" مضيفا في تصريحات نقلها تلفزيون المنار التابع للحزب ليل الاثنين "ان الحياة الدستورية في لبنان اصبحت في مهب الريح". ويستوجب الاتفاق على رئيس مشاركة ثلثي الاعضاء في التصويت في البرلمان حيث يحظى التحالف الحكومي باغلبية ضئيلة. ويقول بعض اعضاء قوى التحالف ان الاغلبية قد تدعو نوابها لانتخاب رئيس في حالة عدم التوصل الى تسوية. وتعتبر المعارضة هذه الخطوة غير دستورية. وكان الرئيس اللبناني قد اشار في السابق الى انه قد يعطي صلاحياته لقائد الجيش وهي خطوة يعارضها تحالف الاغلبية المناهض لسوريا ويقول انها غير دستورية.