بدأت في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الأربعاء 5/ديسمبر/2007 أعمال المؤتمر الدولي الثالث الخاص بالقنابل العنقودية للبحث في سبل التوصل إلى معاهدة ملزمة قانونياً العام القادم تمنع إنتاج واستخدام ونقل وتخزين القنابل العنقودية. وأفادت وزارة الخارجية النمساوية في بيان نشر في موقعها على شبكة الانترنت أن أكثر من 120 دولة، وما يزيد على 140 ممثل عن منظمات المجتمع المدني في 50 دولة ستشارك في أعمال هذا المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام. وتنصب الجهود على إمكانية تحديد فترة زمنية لإعلان التوصل إلى معاهدة شاملة لحظر القنابل العنقودية من خلال النظر في مشروع للمعاهدة تم الاتفاق حوله خلال المؤتمر الأخير الذي استضافته العاصمة النرويجية أوسلو في شهر فبراير الماضي. و كانت 46 دولة من مجموع 49 دولة بما فيها النمسا وقعت على ( الاعلان النهائي ) الصادر عن مؤتمر أوسلو، والذي يطالب بتوقيع معاهدة لحظر هذه المتفجرات بحلول العام 2008. ورفضت اليابان وبولندا ورومانيا التوقيع على الإعلان النهائي، فيما تراجعت بريطانيا عن معارضتها، حيث كانت تطالب على غرار دول كبرى أخرى بأن يكون الحظر جزءاً من معاهدة الأسلحة التقليدية. وكانت النمسا هي المبادرة خلال مؤتمر أوسلو الأخير باقتراح إعلان حظر على استخدام القنابل العنقودية، وقد صادق البرلمان النمساوي هذا الأسبوع على حظر استخدام هذه القنابل. ولم تشارك الولاياتالمتحدة وإسرائيل والصين وروسيا في مؤتمر أوسلو، رغم كونها إلى جانب الهند وباكستان من كبريات الدول المصنعة للسلاح. ويجيء عقد المؤتمر بعد نحو 10 سنوات من توقيع معاهدة أوتاوا التي حظرت الألغام المضادة للأفراد، إذ رفضت الولاياتالمتحدة وروسيا التوقيع عليها، رغم توقيعها من جانب 155 دولة. وأعتبرت وزارة الخارجية النمساوية المشاركة الدولية الواسعة في أعمال مؤتمر فيينا الذي يعقد في إطار ما يعرف ب "عملية أوسلو " بأنها فرصة جيدة لفرض حظر تام، خصوصا مع وجود دعم واسع النطاق من المجتمع الدولي حالياً لمثل هذا الحظر. وأشارت الخارجية النمساوية في بيانها إلى انه لم تكن خلال العام الماضي سوى مجموعة محدودة جداً من الدول التي ساندت فرض حظر عالمي على الذخائر العنقودية، لكن الوضع قد تغير الآن حيث باتت هناك أكثر من مائة دولة تدعم بقوة هذا التوجه، إذ ينتظر إن يتم التوقيع على هذه المعاهدة ( إذا ما سارت الأمور وفق الخطط الموضوعة ) أواخر عام 2008 في العاصمة النرويجية بعد الانتهاء من مناقشتها مطلع العام المقبل في اجتماع جديد في دبلن. هذا ويعتبر معظم ضحايا القنابل العنقودية من الأطفال الذين تجتذبهم هذه الأسلحة بأحجامها الصغيرة وألوانها الزاهية، ولاسيما في جنوب شرق آسيا والعراق وكوسوفو وأفغانستان، حيث مخلفات الحروب. وكانت إسرائيل قد ألقت كميات كبيرة من هذه القنابل على الأراضي اللبنانية في عدوان صيف عام 2006، حيث تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أنها ألقت نحو 4 ملايين قنبلة عنقودية على جنوب لبنان، ولم تنفجر حوالي 40% منها. ويذكر انه على خلاف الألغام الأرضية المضادة للأفراد، لا توجد في الوقت الحالي أحكام وشروط في القانون الدولي تعالج على وجه التحديد مشاكل القنابل العنقودية وآثارها المدمرة على السكان المدنيين.