أعلنت إيران اليوم اصرارها على حقها في الا يشمل الاتفاق المبرم بينها وبين الأوروبيين حول برنامجها النووي ال 20 جاهزا للطرد المركزي المختلف عليها والتي تؤكد أنها مخصصة لأغراض علمية. وفي هذا الصدد شدد الرئيس الإيراني محمد خاتمي اليوم على أن احالة الملف النووي لبلاده إلى مجلس الأمن الدولي ليس بالكارثة ولن يكون نهاية العالم. من ناحيته واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تحريضه للمجتمع الدولي لنقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. واتهم شارون في لقاء مع مجلة "نيوزويك" الأمريكيةطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، مشددا على أن الخطوات التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأوروبيون غير كافية لوقف برنامج إيران النووي. وزعم شارون أن "الحل الحقيقي والوحيد هو جهد دولي كبير للضغط اقتصاديا ودبلوماسيا على إيران، ورفع القضية لمجلس الأمن حيث يمكن فرض عقوبات". جاء التحريض الإسرائيلي في الوقت الذي أعلنت فيه طهران اليوم إصرارها على التمسك بطلبها استثناء 20 جهازا للطرد المركزي من اتفاق تعليق تخصيب اليورانيوم، كما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم رضاها عن مسودة قرار الوكالة بشأن الملف النووي الإيراني، متجاهلة بذلك التحذير الأوروبي لها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إن طهران تدرس مع الأوروبيين سبل استخدام أجهزة الطرد العشرين والتوصل إلى اتفاق حول ترتيبات استخدامها، مؤكدا أن مسألة البحث والتطوير لا علاقة لها باتفاق التعليق. ويأتي الموقف الإيراني هذا بعد ساعات من تهديد دول الوساطة الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بنقل الملف الخاص ببرنامج إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تلتزم طهران بتجميد تخصيب اليورانيوم وفقا لما نص عليه اتفاق باريس، وقد منحت الدول الثلاث إيران مهلة حتى يوم غد عقب توقف المباحثات غير الرسمية بين الجانبين أمس السبت. وأكد اليوم وزير الخارجية الإيراني حمال خرازي أن الأجهزة محل الخلاف مخصصة للأبحاث العلمية وليس لها أي علاقة بمسألة تخصيب اليورانيوم خاصة وأنها تخضع لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، داعيا الأوروبين إلى التراجع عما وصفه بالتعنت. وكان الإتحاد الأوروبى قد حذر اليوم إيران من عدم الوفاء بإلتزاماتها بشكل كامل والتى تم الاتفاق عليه فى باريس وذلك بعد أن اعتبرت طهران التعديلات التي اجرتها الدول الاوروبية الثلاث على مسودة قرارها بشأن برنامجها النووي "غير كافية". وقال خرازي ان "الدول الاوروبية الثلاث اجرت بعض التعديلات على مسودة قرارها الا ان هذه التعديلات ستبقى غير كافية ما لم تلتزم هذه الدول بفحوى وبنود اتفاق باريس الموقع بين الجانبين ". ورأى خرازي ان مسودة القرار المعد من قبل فرنسا وبريطانيا والمانيا تتعارض مع روح وبنود اتفاق باريس الموقع بين طهران والدول الاوروبية الثلاث الشهر الماضى داعيا اوروبا الى بناء الثقة المتبادلة. وعبر عن عدم ارتياح بلاده ازاء هذه المسودة مشيرا الى وجود بعض النقاط التي يجب تعديلها واضاف ان بنودها لا تساعد في بناء الثقة بل تأجج التشكيك بمصداقيتها قائلا "كان من المفترض على هذه الدول تعزيز الثقة بين الجانبين لا اثارة قضايا من شأنها تعكير اجواء المباحثات". وحول الطلب الذي تقدمت به ايران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستثناء 20 من اجهزة الطرد المركزي لاستخدامها في الابحاث العلمية اوضح خرازي ان "طهران طلبت استثناء هذه الاجهزة من التعليق وذلك لاستخدامها في الابحاث العلمية وتحت اشراف ورقابة الوكالة ذاتها". وشدد على ان هذا الطلب لا يشكل تخلف ايران ازاء تعهداتها السابقة مشيرا الى عدم وجود حظر قانوني للاستفادة من هذه الاجهزة للابحاث العلمية. يذكر ان ايران كانت قد طلبت قبل يومين من الوكالة استثناء 20 من اجهزة الطرد المركزي وواجه طلبها رفضا اوروبيا وتم على اثرها ارجاء دراسة الملف النووي الايراني داخل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يوم الاثنين المقبل. على صعيد اخر أجلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اصدار بيانها الختامى بشأن ملف ايران النووى الى يوم الاثنين المقبل بسبب اعتراض إيران على البنود2 و3 و7 من مشروع القرار الأوروبى،التى تتضمن فتح المجال دون قيود أمام مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول إلى المراكز النووية الإيرانية والتعليق الدائم لتخصيب اليورانيوم. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان المحادثات بين ايران واوروبا الرامية الى تصحيح مسودة القرارالاوروبى بشأن البرنامج النووى الايرانى فى مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تصل الى اتفاق وتقرر تأجيلها إلى يوم الاثنين المقبل. ويعتبر طلب ايران الاستفادة من 20 جهازا للطرد المركزى احد اهم المواضيع العالقة حاليا حيث تجرى مفاوضات مكثفة بين مختلف الاطراف المشاركة فى اجتماع مجلس الحكام لتسوية هذه المشكلة. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة محمد البرادعي قد أكد، الخميس الماضي أن إيران جمدت معظم برنامج تخصيب اليورانيوم، ما عدا 20 وحدة للطرد المركزي، تريد أن تستخدمها طهران لأغراض البحث والتطوير. وقال البرادعي :"إننا على المسار الصحيح، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل لإنجازه". وأضاف البرادعي قائلا :"نتفهم بشكل أكبر حاليا، برنامج إيران، لكن كما سبق وصرحت به، فإن اللجنة لا تزال غير قادرة على تقديم ضمانات بأن إيران كشفت عن كل ما لديها لنا". وجاءت تصريحات البرادعي في الوقت الذى يناقش فيه مجلس محافظي الوكالة قرارا بشأن كيفية التعامل مع ملف البرنامج النووي الإيراني، من حيث إحالته إلى مجلس الأمن الدولي من عدمه. يذكر أن إيران أعلنت موافقتها على تعليق شبه كامل لأنشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم اعتبارا من 22 من شهر نوفمبر الحالي مقابل تزويدها بمايلزمها من الوقود النووى،وفقا لما جاء في اتفاقها الأخير مع الاتحاد الأوروبي. وتسعي الولاياتالمتحدة لعرض الملف النووي الإيراني علي مجلس الأمن، تمهيدا لفرض عقوبات علي إيران.