اعترفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لها صدر في فيينا بأنها ارتكبت خطأ بتأكيدها في تقريرها الأخير عن إيران أن طهران لم تبلغها باستيراد أجزاء مغناطيسية تدخل في صنع أجهزة الطرد المركزي. وأضاف بيان نائب المدير العام للوكالة بيار غولدشميت أنّ طهران أبلغت شفويا مفتشي الوكالة بذلك خلال اجتماع جرى في 28 يناير/كانون الثاني هذا العام لكن المدير العام للوكالة محمد البرادعي وصف الخطأ بأنه طفيف وأنه كان بإمكان الإيرانيين تصحيحه قبل أن يصل إلى تقرير الوكالة، وأضاف أنه مازال يوجد "نقص في الوضوح" بشأن برنامج أجهزة الطرد المركزي لدى إيران والذي يبدو أن نطاقه أكبر بكثير من كونه برنامج أبحاث وتطوير.وقال دبلوماسي من إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمناء إن الإعلان يبين أن الوكالة ارتكبت أخطاء في تقريرها بشأن إيران.ومن المرجح أن تستغل إيران اعتراف الوكالة الدولية في التشكيك في التحقيقات التي تجريها بشأن برنامجها النووي. ورحب أمين لجنة السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني حسين موسوي على هامش اجتماع مجلس أمناء الوكالة -الذي يتوقع أن يوبخ إيران على تعاونها الضعيف مع الوكالة – بتصحيح الخطأ لكنه قال إن التقرير شوه مناخ الاجتماع بالكامل.وأعرب المسؤول الإيراني عن أمل إيران في أن تنهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها بشأن البرنامج النووي الإيراني، في سبتمبر/أيلول على أبعد تقدير. وقد اقترح نائب وزير الطاقة الإيراني رضا أمر الله -للمرة الأولى في مقابلة مع صحيفة إيرانية- تعليق عضوية بلاده في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية طالما لم تتم تسوية المشاكل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت التطورات الأخيرة بعد تهديد إيران على لسان الرئيس محمد خاتمي باستئناف تخصيب اليورانيوم ردا على مشروع قرار شديد اللهجة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أعدته كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ينتقد إيران لضعف تعاونها في الموضوع النووي.وقوبلت التهديدات الإيرانية برد أميركي وأوروبي سريع، إذ اتهم السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة في فيينا كينيث بيريل إيران بمحاولة "ترويع" الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين حث الاتحاد الأوروبي إيران على الإذعان بشكل كامل لمطالب الوكالة الدولية.