رغم الشعور بالوصول إلى طريق مسدود بخصوص الأزمة النووية الإيرانية والذي ساد الأجواء منذ أمس، فإن المسؤولين الإيرانيين عادوا بعد ظهر اليوم ليتحدثوا عن وجود فرصة لإنهاء الخلاف قبل انتهاء المهلة الأوروبية الممنوحة لإيران قبل إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي. واعتبرت طهران أن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول تجميد أنشطتها النووية قريب، على الرغم من وقف المفاوضات غير الرسمية قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر غدا، وأكدت على لسان كبير مندوبيها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حسين موسويان أن التصحيحات التي تقدم بها الأوروبيون على نص القرار إيجابية. كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تدرس مع الأوروبيين سبل استخدام أجهزة الطرد العشرين والتوصل إلى اتفاق حول ترتيبات استخدامها. وتأتي هذه التصريحات بعد أن كان الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي قد اعتبر في تصريحات سابقة أن إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي ليس "نهاية العالم"، في إشارة منه إلى عدم اكتراث إيران للتهديدات الأوروبية والأميركية. وكانت المفاوضات قد علقت أمس بين الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيران بعد أن أصرت الأخيرة على استثناء 20 جهازا للطرد المركزي من اتفاق تعليق تخصيب اليورانيوم، بداعي أنها تستخدم لأغراض البحث. لكن الأوروبيين رفضوا هذا الطلب وأمهلوا طهران لغاية أمس للتراجع عنه، مهددين بعدم اتخاذ أي إجراء للحيلولة دون إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي تمهيدا لفرض عقوبات دولية على إيران. وقد اتهم وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في وقت سابق الترويكا الأوروبية باتخاذ مواقف متناقضة لاتفاقها مع طهران، مؤكدا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لا يحظر البحوث العلمية وأنشطة التطوير التي تشمل استخدام أجهزة الطرد المركزي، مشيرا إلى أن أنشطة البحث ستكون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نافيا الأنباء التي ترددت عن تقدم بلاده بتعهد كتابي إلى المدير العام للوكالة محمد البرادعي بالتخلي عن طلب الاستثناء. تحريض إسرائيلي وفي الأثناء واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تحريضه للمجتمع الدولي لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. واتهم شارون في لقاء مع مجلة نيوزويك طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، مشددا على أن الخطوات التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأوروبيون غير كافية لوقف برنامج إيران النووي. ورأى شارون أن "الحل الحقيقي والوحيد هو جهد دولي كبير للضغط اقتصاديا ودبلوماسيا على إيران، ورفع القضية لمجلس الأمن حيث يمكن فرض عقوبات". المصدر الجزيرة نت