هددت إيران بالبدء في تخصيب اليورانيوم حال رفع ملفها النووي أمام مجلس الأمن الدولي من أجل إصدار عقوبات ضدها. وقالت إيران إنها قد تكون مجبرة للإقدام على تلك الخطة إذا قرر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن تحت ضغوط أميركية وأوروبية. وقد دعت إيران على لسان المتحدث باسم خارجيتها حميد رضا آصفي الوكالة الذرية إلى إعادة النظر في ملفها النووي في اجتماع محافظيها ليوم غد الاثنين بطريقة منطقية وواقعية لتجنب زيادة الأمر تعقيدا. وأشار المتحدث الإيراني إلى أن بلاده لم تبدأ تخصيب اليورانيوم بعد، مؤكدا أن ذلك يبقى رهينا بنتيجة اجتماع محافظي الوكالة في العاصمة النمساوية. وحذر المسؤول الإيراني الوكالة الدولية قائلا إنه إذا تعاملت الوكالة مع هذه القضية بشكل سياسي وليس تقنيا فإن الأجواء ستتجه نحو مزيد من التعقيد. وتعقد وكالة الطاقة الذرية غدا الاثنين اجتماعا حاسما ستحدد خلاله موقفها من استئناف إيران نشاطات نووية حساسة، وستبت في إمكانية إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن. يأتي التصعيد الإيراني بعد أن جدد الاتحاد الأوروبي تهديداته برفع الملف الإيراني إلى مجلس الأمن ردا على خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الأممالمتحدة الذي أكد فيه تصميم بلاده على حقها في إنتاج الوقود النووي. وقد أثار ذلك الخطاب ردود فعل سلبية لدى الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقالت متحدثة باسم الاتحاد إن الخطاب جعل إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن "خيار الاتحاد الأوروبي الوحيد". من جانبها دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس طهران إلى "بدء محادثات واقعية مع بقية العالم" حول برنامجها النووي. وأضافت "يجب أن تستأنف إيران المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) التي تجري منذ عامين مفاوضات حساسة مع إيران بهذا الخصوص. وكانت رايس قد دعت في أول خطاب لها أمام الجمعية العامة الأممية السبت المنظمة الدولية إلى اتخاذ موقف حازم إزاء طهران، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حيالها إذا استنفدت الوسائل الدبلوماسية. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن كلمة الرئيس الإيراني أمام الجمعية العامة جاءت "مخيبة للآمال"، لكنه أكد أن الأزمة بين إيران والمجتمع الدولي حول الملف النووي "لن تحل بالوسائل العسكرية". وفي الرد الإسرائيلي على كلمة الرئيس الإيراني قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن إيران "تحاول إغراء الدول الغربية بعرض عقود" على شركاتها في إطار برنامجها النووي. ووصف مراقبون الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني في الجمعية العامة حول برنامج بلاده النووي بأنه ناري، لأنه لم يبد فيه أي مساومة حول ما سماه حق بلاده في إنتاج الوقود النووي، كما أنه شن هجوما على الولاياتالمتحدة متهما إياها بالازدواجية في التعامل مع الموضوع النووي. وحذر أحدي نجاد في خطابه من أنه إذا أرادت بعض الدول فرض إرادتها عبر القوة على إيران, فإن بلاده ستعيد النظر في كل سياستها النووية. ولكنه عاد وأكد أن طهران تسعى لبرنامج نووي سلمي فقط، مشيرا إلى أن الإسلام يحرم استخدام أسلحة الدمار الشامل لقتل البشر. وفي محاولة منه لتأكيد "سلمية" برامج بلاده النووية دعا أحمدي نجاد القطاع الخاص والعام في الدول الأجنبية إلى المشاركة في عملية تخصيب اليورانيوم في بلاده. واتهم الرئيس الإيرانيواشنطن والقوى النووية الغربية الأخرى باستخدام معايير مزدوجة، وقال إن الذين يدعون أنهم يكافحون أسلحة الدمار الشامل هم من يستخدمونها، وضرب مثلا على ذلك بتزويد الولاياتالمتحدة العراق بالأسلحة الكيماوية أثناء حربه مع إيران واستخدامها اليورانيوم المنضب في حرب الخليج عام 1991. وبينما أبدى استعداد إيران للاستمرار في التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، طالب أحمدي نجاد بإنشاء لجنة أممية لنزع السلاح النووي على مستوى العالم والتحقيق مع الذين أمدوا إسرائيل بالأسلحة النووية.