حذرت طهران من ان مشروع الضمانات الذي يرغب الاتحاد الاوروبي بتقديمه لانهاء الازمة النووية الايرانية يجب ان يتضمن اعترافا بحق ايران في تخصيب اليورانيوم. واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في اطار قمة الدول الاسلامية الثماني النامية المنعقدة حاليا بجزيرة بالي الاندونيسية ان اي مشروع لا يتضمن الاعتراف بحق ايران في تطوير تكنولوجيا نووية لن يكون مقبولا من الجانب الايراني. ومن جانبه اصر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على حق بلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية. وقال خلال مشاركته في قمة بالي ان البرنامج النووي الايراني للاغراض السلمية فقط وان مخاوف الغرب ليس لها اساس من الصحة. واشار الى ان بلاده على استعداد للتفاوض مع اية دولة عدا اسرائيل او الدول التي "توجه القنابل الى رؤوسنا". واضاف "اذا ارادوا اللجوء الى القوة فاننا لن نتفاوض معهم". غير أن السفير الأمريكي في الأممالمتحدة، جون بولتون، قال إن وقف تخصيب اليورانيوم سيظل "خطا أحمر" لن يتم التراجع عنه. ويفترض ان يتم تقديم المشروع الاوروبي الاسبوع المقبل ويتضمن اتفاقيات للتجارة الحرة مع ايران وحوافز سياسية اُخرى مقابل وقف ايران عمليات تخصيب اليورانيوم. وسيناقش المشروع في اطار اجتماع المانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الاسبوع المقبل في لندن لبحث الملف الايراني. ويقول محرر الشؤون الدولية في بي بي سي جوناثان تشارلز ان الدول الاوروبية ستقدم ضمانات الى ايران بانها سوف تحصل على احتياجاتها من وقود محطات توليد الطاقة النووية من الخارج بدلا من ان يتم انتاجه داخل ايران. واوضح ان الغرض من ذلك هو حث ايران على وقف برامج تخصيب اليورانيوم. وفي الوقت ذاته رفضت الولاياتالمتحدة المناشدة التي تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لإجراء محادثات مباشرة مع إيران حول البرنامج النووي المتنازع عليه. تقول إيران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية وقالت واشنطن إن القضية ليست ثنائية بل بين إيران والعالم. وكان عنان قد قال إن الولاياتالمتحدة يلزمها الحديث بشكل مباشر مع إيران إذ لن تقبل إيران على الأرجح التفاوض ما لم تشارك الولاياتالمتحدة. يذكر أن إيران رفضت حتى الآن دعوة مجلس الأمن الدولي لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة، قائلة إن برنامجها النووي يقتصر على الأغراض السلمية فقط. غير أن الولاياتالمتحدة تخشى أن تستخدم إيران برنامجها في تطوير أسلحة نووية. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي الجمعة إن مفتشي الأممالمتحدة عثروا على آثار من اليورانيوم عالي التخصيب في الاختبارات التي أجريت على موقع بحثى فككته إيران عام 2004. ولكن الدبلوماسيين قالوا إنه مازال يتعين التأكد من النتائج فيما قال مصدر مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مستوى التخصيب دون المستوى المطلوب لصنع رؤوس حربية نووية. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي في فيينا قوله "لا يمكن اعتبار ذلك دليل إدانة، إذ يمكن تفسير الأمر بتفسيرات عدة، غير أن الأمر يزيد الضغوط على إيران ويجعل من الحري بها أكثر أن تكشف الأمر للنور فيما يتعلق بموقع لافيزان". ومن جانبه قال المتحدث بلسان الخارجية الإيرانية حامد رضا آصفي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "تلك التصريحات تفتقر إلى الأهمية ولا ترد من مصدر حقيقي". وقال عنان إنه غير متأكد من أن إيران "ستطرح كل شيء على الطاولة" في مباحثات مع الأوروبيين. واضاف "أعتقد أنه من المهم أن تأتي الولاياتالمتحدة إلى طاولة المحادثات وأن تنضم إلى كافة البلدان الأوروبية وإيران في إيجاد حل". غير أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك رفض الاقتراح، قائلا إن إيران لا يعنيها "إلا التأجيل وعرقلة الأمور". وتابع المتحدث الأمريكي قائلا "نعتقد أننا نتبع العملية الدبلوماسية الصائبة الآن".