استبعدت الولاياتالمتحدة اللجوء لعمل عسكري في المرحلة الحالية لإجبار إيران على وقف برنامجها النووي، بعدما طفا هذا الخيار إلى السطح بإعلان الترويكا الأوروبية نيتها إحالة القضية لمجلس الأمن. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن بلادها لا تضع العمل العسكري ضمن خياراتها الحالية لكبح برامج إيران النووية، مشددة على ضرورة المضي على المسار الدبلوماسي. لكنها رحبت بالخطوة الأوروبية الرامية لإحالة الملف لمجلس الأمن، ودعت الأممالمتحدة إلى مواجهة التحدي الإيرانيوحثطهران على وقف برنامجها النووي. وأضافت رايس في مؤتمر صحفي أن صبر الأميركيين حيال الملف النووي الإيراني في طريقه للنفاد، واعتبرت نتائج اجتماع برلين إيذانا بنقل الملف إلى مجلس الأمن، ودعت إلى اجتماع عاجل لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواجهة ما سمته "التصعيد المتعمد". ورغم التصعيد الأوروبي فقد أعربت إيران عن رغبتها في التوصل لاتفاق مع الأوروبيين وروسيا، مؤكدة أن الأبحاث النووية غير قابلة للنقاش. وقال علي لاريجاني المكلف بالملف النووي الإيراني إن المقترح الروسي بتخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا ونقله إلى طهران، يمكن أن يشكل أرضية جيدة للمفاوضات. وتؤكد إيران أن الأزمة التي يثيرها برنامجها النووي والتي زادت حدة بتلويح دول الترويكا الأوروبية (ألمانياوفرنسا وبريطانيا) بنيتها رفع الملف إلى مجلس الأمن، يمكن أن تعالج عن طريق القنوات الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي حسين انتظامي ردا على الموقف الأوروبي، إن طهران مازالت تؤمن بجدوى القنوات الدبلوماسية لمعالجة القضية. وفي هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن السلطات الإيرانية أكدت له أنها لاتزال مهتمة بالمفاوضات, "ولكن في إطار جدول زمني". وأوضح أنان في تصريح للصحفيين أنه تحدث هاتفيا طوال 40 دقيقة مع المسؤول الإيراني المكلف بالملف النووي علي لاريجاني، وطلب منه أن يتفادى الإيرانيون أي تصعيد ويلتزموا ضبط النفس ويعطوا فرصة للمفاوضات.وفي وقت سابق قالت إيران إنها ليست قلقة من موقف الترويكا الأوروبية الجديد لحملها على تعليق أنشطتها النووية الحساسة مجددا، معبرة عن رغبتها في عدم انتقال الموضوع إلى مجلس الأمن. وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده ستمضي قدما في برنامجها النووي، لأن "من يملكون اليوم أعلى مستويات التقنية في إنتاج الطاقة النووية, يملكون الوقود النووي, وهم يستعملونه سلاحا اقتصاديا وسياسيا". يأتي هذا الموقف إثر إعلان وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في اجتماع ببرلين، أن المفاوضات مع إيران "وصلت إلى طريق مسدود", وأن الوقت حان ليتولى مجلس الأمن ملفها النووي. واعتبرت الترويكا في بيان اجتماعها أن إيران "تبدو مصممة على إدارة ظهرها لعلاقات أفضل مع المجموعة الدولية", واعتبرت قرارها باستئناف الأنشطة الحساسة "رفضا واضحا" لمسار المفاوضات. وقالت الترويكا إنها ستدعو بالتالي إلى اجتماع عاجل لمجلس أمناء الوكالة الدولية الطاقة الذرية "للقيام بالعمل اللازم لإنهاء الوضع الحالي", دون تحديد تاريخ لهذا الاجتماع.