صعدت الولاياتالمتحدة ودول الترويكا الأوروبية من ضغوطها على إيران، ودعت كل على حدة مجلس محافظي الوكالة الذرية إلى عقد اجتماع استثنائي بغية رفع ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي. فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المجلس للاجتماع في أقرب وقت ممكن لبحث إحالة الملف الإيراني. وتناغما مع ذلك أعلن سلفها كولن باول أن برنامج طهران "خطير جدا", داعيا في حديث لصحيفة صن البريطانية لإحالة ملفها إلى المجلس. يأتي ذلك بينما قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن بلاده وفرنسا وألمانيا أبلغت الولاياتالمتحدةوروسيا والصين بأنها ستدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الذرية يومي 2 و3 فبراير/شباط القادم لمناقشة الملف الإيراني. وأشار المتحدث إلى أن دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بدأت إعداد مسودة قرار للوكالة يوصي بإحالة الملف. ولم يوضح المتحدث ما إذا كانت روسيا والصين ستدعمان خيار الإحالة، لكنه أشار إلى أن المحادثات بين جميع الأطراف مستمرة، وقال إن المشاركين أعربوا عن قلقهم العميق تجاه تحركات إيران التي استأنفت أنشطتها البحثية لتخصيب اليورانيوم الأسبوع الماضي ودعوة المجتمع الدولي طهران إلى التراجع عن ذلك. جاء ذلك في ختام اجتماع مغلق لدبلوماسيين ومندوبين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في لندن أمس، لاتخاذ إستراتيجية مشتركة فعالة لمعالجة الأزمة النووية الإيرانية. في سياق متصل أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس عن ثقته بأن موسكووبكين ستدعمان مساعي الاتحاد لإحالة الملف الإيراني. وقد استبق مصدر دبلوماسي أوروبي الاجتماع بالقول إن إحالة الملف باتت مسألة محسومة. في هذه الأثناء قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موقف بلاده من الملف النووي الإيراني بات قريبا من مواقف الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، لكنه شدد على ضرورة أن يعالج هذا الملف دون أي خطوات "مفاجئة وخاطئة". وطالب بوتين في مؤتمر صحفي عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم عقب لقائهما في موسكو، بتوخي الحذر أثناء معالجة هذا الموضوع. وألمح إلى إمكانية الوصول إلى حل وسط للخروج من هذه الأزمة بقوله إن إيران لم تستبعد بعد مقترح تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، مؤكدا أنه سمع وجهات نظر مطمئنة من الجانب الإيراني بشأن هذه المسألة. ووصف بعض المسؤولين الموقف الصيني بأنه لا يزال مترددا، بينما قالت الخارجية الصينية في بيان لها إن بكين تدعو إلى الامتناع عن تصعيد المواجهة وتصر على ضرورة استئناف المفاوضات بين طهران والترويكا الأوروبية. المصدر : وكالات