قال المنسق الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا، مساء اليوم الاثنين : إن المحادثات بشأن البرنامج النووي لإيران وصلت إلي طريق مسدود. جاء ذلك على ما يبدو عقب لقاء جمع سولانا ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في بروكسل، في مسعى إيراني لنزع فتيل الأزمة النووية مع الغرب قبيل اجتماع حاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من الشهر المقبل حول إحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن. وكان متقي أعلن قبل لقائه سولانا أنه مازال متسع من الوقت أمام جميع الأطراف للتوصل إلي حل وسط.. وفي تصريحات للصحفيين عقب محادثات وزير الخارجية البلجيكي كارل دو جوشت، قال متقي إن الغرب يرتكب خطأ بتهديد بلاده بعقوبات مجلس الأمن. وأضاف أن زمن التهديدات قد ولى، مشيراً إلي أن مجلس الأمن يجب ألا يتحول لأداة في أيدي بعض الدول. وجدد متقي رغبة بلاده في التوصل إلي حل سلمي للأزمة واستعدادها للتفاوض بشأن تسوية شاملة.. موضحا أنه سيزور بروكسل على أمل "الاتفاق على مقترحات وأفكار جديدة" على أساس توازن عنصري الالتزامات والحقوق. وأعلن متقي أن بلاده تحتفظ بحق مواصلة الأنشطة النووية الخاصة بالبحث والتطوير حتى لو قبلت الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا. وانتقد الوزير الإيراني الموقف الأوروبي متهماً الترويكا التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بعدم المصداقية في المحادثات، وأكد أن بلاده التزمت بتعهداتها في المفاوضات لكن الطرف الآخر لم يسلك النهج نفسه. ورد جوشت على الانتقادات الإيرانية بالقول إنه يصعب حاليا تصديق أن البرنامج الإيراني ليس لأغراض عسكرية. وفي هذه الأثناء يمثل اقتراح موسكو الفرصة الأخيرة للتوصل إلي تسوية مقبولة لجميع الأطراف تتفادى خيار العقوبات الدولية. وبدأ وفد برئاسة علي حسيني تاش نائب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني محادثات في موسكو بشأن الاقتراح. ونفى المسئول الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة (إيتار تاس) الروسية وجود أي صلة للمحادثات مع الروس بالضغوط الدولية على بلاده لتجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم، وأوضح حسين أنه لا توجد أي شروط مسبقة للمحادثات. لكن التفاؤل الإيراني لم ينعكس في تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي أقر بأن بلاده لا تتوقع كثيرا من المحادثات مع الإيرانيين. وأكد خلال اجتماع للحكومة ترأسه الرئيس فلاديمير بوتين على أن موسكو ستبذل رغم ذلك أقصى جهد "لتفادي التصعيد حتى لا يتفاقم الوضع ويتطور في اتجاه حل بالقوة".. مضيفا "سنسعى لإخراج المسألة من الطريق المسدود الذي وصلت إليه". وعلى حسب رأى موسكو أن تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا سيضمن للغرب أن يصل الوقود لمستوى ملائم لمحطات الطاقة، لا للدرجة الأعلى المطلوبة لصنع قنبلة نووية. كما يستند الاقتراح الروسي إلي أنه إذا خصبت روسيا اليورانيوم لحساب إيران فسيكون بإمكانها ضمان أن الوقود لن يصل إلا لمستوى ملائم لمحطات الطاقة، لا للدرجة الأعلى المطلوبة لصنع قنبلة نووية. وأيدت الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي الخطة الروسية، ولكن دبلوماسيين غربيين أبدوا تشككهم في قبول طهران لها. من جهتها تؤكد طهران حقها في تنفيذ دورة وقود نووي كاملة على أراضيها، وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام رفض بلاده تقليل مستوى أنشطتها النووية. لذلك تعرضت الحكومة الإيرانية لاتهامات غربية بعدم الجدية وباستغلال الاقتراح الروسي لكسب مزيد من الوقت.