أبدت الولاياتالمتحدة إصرارا على إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، معتبرة أنه اختبار حقيقي للمجلس. ورغم ذلك أقر المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون بأنه لا توجد ضمانات بالتوصل إلى إجماع حاليا بشأن كيفية التعامل مع طهران. وأضاف بولتون في تصريحات للصحفيين بنيويورك أنه إذا لم يكن المجلس قادرا على التعامل مع ما وصفه ببرنامج التسلح النووي الإيراني، فمن الصعب تخيل الظروف التي يمكنه فيها بعد ذلك تطبيق بنود ميثاق المنظمة. واعتبر أن هناك تهديدا واضحا للسلام والأمن الدولي، متهما إيران بالسعي للحصول على سلاح نووي وصواريخ عابرة للقارات، ما يمثل تهديدا للعالم ومنطقة الشرق الأوسط. وقال بولتون إن اللجوء إلى مجلس الأمن لا يعني استبعاد دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإنما سيؤدي على العكس من ذلك إلى تقوية الوكالة في "التعامل مع البرنامج الإيراني". ورفضت واشنطن أيضا العرض الإيراني باستئناف المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، متهمة طهران بعدم الجدية في الجهود الدبلوماسية. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك الاقتراح بأنه "مضلل وستار من الدخان الدبلوماسي". وقال مسؤول بريطاني إن هذا العرض لا معنى له حاليا، معتبرا أن الإيرانيين "خلقوا أجواء تجعل إجراء مزيد من المحادثات أمرا مستحيلا". وأوضح المسؤول أن اللجوء إلى مجلس الأمن لا يعني بالضرورة فرض عقوبات. وأبدت طهران استعدادها لإزالة الغموض القائم بشأن برنامجها النووي السلمي من خلال المحادثات. وهدد المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية بوقف عمليات التفتيش المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية إذا تمت إحالة الملف. وقد ذكرت مصادر دبلوماسية في فيينا أن المدير العام للوكالة محمد البرادعي التقى سرا الأحد الماضي رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني. وأكدت المصادر ان الأخير طلب من ألأول المساعدة لتجنب اتخاذ اجراءات ضد بلاده. وكان البرادعي أعرب خلال الأيام الماضية عن نفاد صبره إثر استئناف طهران البحوث النووية، متهما الإيرانيين بعدم التعاون بشكل كاف مع الوكالة. جاء ذلك بينما تمسكت موسكو وبكين بضرورة منح فرصة أخرى للجهود الدبلوماسية ورفض فرض عقوبات على طهران. وأكد السفير الصيني بالولاياتالمتحدة جو وينغونغ قلقه تجاه التطورات في إيران، معربا عن أمله في أن تعيد طهران النظر في قرارها استئناف أبحاث الوقود النووي. جاء ذلك في كلمة للسفير الصيني في مجلس العلاقات الخارجية في شيكاغو. ودعا متحدث باسم الخارجية الصينية جميع الأطراف إلى التحلي بالصبر وبذل أقصى جهد لاستئناف المفاوضات بين طهران والترويكا الأوروبية. كما رأت روسيا أن الحديث عن العقوبات سابق لأوانه، معتبرة أنها ليست أحسن الطرق لحل المشاكل الدولية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي "إن مسألة العقوبات على طهران بمثابة وضع العربة أمام الحصان"، وضرب مثلا بفشل سياسة العقوبات مع العراق. وقد أقرت ألمانيا بأن أعضاء المجلس ما زالوا مختلفين بعد محادثات الاثنين الماضي في لندن بين مسؤولين من الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ودعت الترويكا الأوروبية بعد لقاء لندن إلى اجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة الذرية مطلع الشهر المقبل. من جهته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة إيهود أولمرت أن إسرائيل لن تسمح في جميع الأحوال بأن تمتلك إيران السلاح النووي. جاء ذلك بينما توجه وفد إسرائيلي إلى موسكو لبحث المسألة. المصدر: الوكالات