انتقد وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي القرار الذي اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة بشأن الملف النووي الإيراني, معتبرا أنه سياسي وحذر من أن إيران لن تقبل بأي شرط جديد لكنها ستواصل احترام واجباتها الدولية. وقال خرازي في تصريح للإذاعة الرسمية الإيرانية إن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحصر عملها بالناحية الفنية بل تصرفت تحت ضغط بعض الأوساط السياسية وعلى الأخص الأميركية". وأضاف أنه إذا حصرت الوكالة نشاطها في الجوانب الفنية لأمكن إغلاق الملف النووي الإيراني, مشيرا إلى أنها "اهتمت فقط بمشكلات صغرى سعت لتضخيمها وتسميم الأجواء ضد إيران". غير أن الوزير الإيراني لم يتحدث عن إعادة النظر في تعاون إيران مع الوكالة، وقال إن بلاده ستعمل في إطار واجباتها الدولية محذرا من أن طهران لن تقبل بأي شرط جديد. على الصعيد نفسه رحب مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقرار مجلس حكام الوكالة والذي ينتقد إخفاء إيران لبعض المعلومات في تقريرها عن برنامجها النووي.وقال حسين موسويان في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن القرار الذي اعتمدته الوكالة اليوم أكثر إيجابية من القرارات السابقة لأنه "لا يتضمن أي تهديد أو أي إدانة".واعتبرت الولاياتالمتحدة قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفضا لما سمتها المزايدات وتكتيك المماطلة التي تعتمدها إيران. وقال السفير الأميركي لدى الوكالة كينيث بريل "إن إيران تواصل تكتيكاتها المعتادة في المماطلة بتسليم أهم المعلومات المطلوبة منها قبل أيام فقط" من نشر تقرير الوكالة الدولية في يونيو/ حزيران "أي في وقت متأخر جدا وبما لا يسمح بتحليل المعلومات بعمق". وأضاف كينيث أن الأسئلة التي لا تزال تنتظر إجابات تفوق الآن ما كانت عليه في مارس/آذار في ختام الاجتماع الأخير لمجلس حكام الوكالة وهو الهيئة التنفيذية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وتبنت الوكالة اليوم بالإجماع قرارا ينتقد إيران لعدم تعاونها بشكل كامل في تقديم معلومات عن برنامجها النووي وحثها على تحسين سلوكها.وطالب القرار الذي قدمته فرنسا وألمانيا وبريطانيا بالتعاون مع الولاياتالمتحدةطهران بمزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تتمكن من إتمام تحقيقها المستمر منذ 15 شهرا عن النشاطات النووية الإيرانية.غير أن مسودة القرار لا تهدد بإحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي لاحتمال فرض عقوبات عليها في حالة استمرارها في عدم التعاون.وهددت إيران أمس الخميس باستئناف تخصيب اليورانيوم إذا انتقدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن حجم تعاونها ولكنها قالت إنها لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إن طهران ستوقف تعاونها مع الوكالة إذا أصدرت الأخيرة قرارا غير واقعي، حسب قوله.