أكدت مصادرمحلية بمديرية السدة بمحافظة اب أن جهودا تبذل حاليا من قبل السلطات المحلية والأمنية بالتعاون مع شخصيات اجتماعية ووجاهات قبلية لاستعادة القطع الأثرية التي كان بعض المواطنين قد قاموا بنهبها من موقع العصبيبة الذي اكتشف قبل عدة أيام بالصدفة وكانت وكالة الأنباء اليمنية " سبأ" قد أشارت في تقرير لها إلى تعرض موقع العصيبية لنهب وتدمير محتوياته من أثاث جنائزي في توابيت برونزية عثرعليها في قبر حجري ملكي يعود تاريخه الى العصر السبئي الريداني ونسبت إلى خبراء اثاريين قولهم إن الجريمة التي ارتكبت مساء الأربعاء في الموقع الأثري بمديرية السدة أفقدت اليمن دليلا عن حلقة هامة من حلقات تاريخها الحضاري السبئي الريداني كانت ستكشف عن تفاصيل طفرة تاريخية يمنية قبل ألفي عام . وتعرض الموقع الأثري الذي عثر عليه قبل بضعة أيام بمحافظة اب لنهب وتدمير محتوياته من التوابيت والأثاث الجنائزي ممثلا في مأثورات ذهبية وبرونزية ومعدنية تضمنها قبر ملكي لجثتين او ثلاث جثث ملكية رجحت مصادر اثارية انها تعود للعائلة التي حكمت مملكة سبأ وذي ريدان في القرون الثلاثة الأولى الميلادية . وفوجئ الفريق الاثاري صباح اليوم بخلو القبر من كافة محتوياته التي كانت ما تزال داخل تابوتين برونزيين تركوهما مساء أمس في عهدة حراسة أمنية. وأشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من المسلحين هجموا ليلا على الموقع بعد مغادرة كل سيارات الحراسة الأمنية باستثناء سيارة واحدة وقاموا بمحاصرة ما تبقى من طاقم الحراسة البالغ عددهم ستة أفراد والنزول إلى القبر وتكسير التابوتين ونهب محتوياتهما وكان الفريق الاثاري قد انتهى يوم أمس من تحريز عدد من القطع والمأثورات من الأثاث الجنائزي التي وجدت في التابوت الأول الذي عثر عليه مهشما نتيجة تعرضه للرطوبة . وحسب مصادر محلية فقد سجلت ما وجدت في التابوت الأول وإيداعها تحت إشراف الجهات المعنية في المتحف وهي عبارة عن أقراط وأساور وخلاخيل ذهبية وجدت على هيكل عظمي رجح انه لسيدة كما وجدوا بجانب الهيكل العظمي سيفا ورمح ومباخر وبعض الأدوات النحاسية والحديدية سجلت ووضعت في المتحف . ووفقا لمدير عام الآثار بمحافظة إب خالد العنسي فقد تزايدت اعمال التخريب والنبش العشوائي من قبل المواطنين في هذه المنطقة بمافيها هذا الموقع الذي بسببه وقع خلاف بين المواطنين انفسهم وبمجرد ان انتقلت القضية الى الادارة المحلية تم ابلاغ مكتب الاثار ليتولى اعمال التنقيب بتوجيهات قيادة المحافظة ودعم الاجهزة الامنية وسط محاولات مستمرة من المواطنين الذين يعتبرون ان هذا الموقع ومحتوياته في ارضهم وبالتالي هو ملك لهم ونتيجة لذلك لم تتوقف مضايقاتهم للفريق الأثري . وتابع العنسي أنه وبمجرد ان علم المواطنين ان الفريق عثر على قطع ذهبية وحرزها في المتحف فوجئ الجميع صباح الخميس بهجوم عدد كبير من المسلحين على الموقع مساء الأربعاء والاعتداء عليه ونهب ما فيه.. وتوقع أن ما تم نهبه اكبر بكثير مما عثر عليه في الأيام الماضية . من جانبه قال أمين عام المجلس المحلي بالمديرية عبد السلام الأغبري ان الاجهزة المختصة تعرفت من خلال افرد الأمن المكلفين بحراسة الموقع على بعض الأشخاص الذين اعتدوا على الموقع والإجراءات مستمرة في هذا الصدد من قبل الاجهزةالامنية في المحافظة . وأشار إلى أهمية تضافر جهود الجهات المعنية في المحافظة لعمل ما من شانه وقف هذا العبث وحماية مثل هذه المواقع والمنطقة عموما باعتبارها منطقة اثرية . مصلح القباطي احد خبراء هيئة الآثار اكد أهمية الموقع الأثري.. موضحاً أنه عبارة عن قبر ملكي تدل مكتشفاته على مدى أهمية المنطقة وهذا ليس بغريب فهذه ظفار عاصمة الدولة الحميرية.. مؤكدا ان المنطقة تعد من المناطق الهامة الغنية بالآثار . وأشار القباطي الى ان اكتشاف قبر برونزي قد اعطى دلالة عن طفرة تاريخية عاشتها اليمن في تلك الفترة لان التوابيت في كثير من بلدان العالم لم تتجاوز الخشب وبعض المواد البسيطة وبالتالي فان تدمير هذه التوابيت قد افقدنا دليلا تاريخيا في غاية الاهمية. وظفار حمير تقع بمحافظة إب على سفح جبل ريدان بمديرية السدة جنوب مديرية يريم بنحو20 كيلو متر، وترتفع على مستوى سطح البحر بنحو 750متر ، وشهدت المنطقة قيام الدولة الحميرية التي أسسها الملك الحميري ذي ريدان عام 115 قبل الميلاد بمنطقة ظفار يحصب أو ظفار قاع الحقل أو ظفار منكث ، أو ظفار وادي بناء. *الصورة عن الصحوة نت