وافقت إسرائيل على السماح بادخال بعض إمدادات الوقود والأدوية إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الثلاثاء لتخفف مؤقتا على الأقل الحصار الذي أغرق معظم المنطقة في الظلام وأثار احتجاجات دولية. ويعني قرار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن الاتحاد الأوروبي سيتمكن من تسليم إمدادات أسبوع من الوقود لمحطة توليد الكهرباء الرئيسية في غزة التي أغلقت محركيها التوربينيين يوم الأحد. وأكد الاتحاد الأوروبي الذي يمول شحنات الوقود لمحطة الكهرباء أن التسليم سيتم يوم الثلاثاء. ووصف الاتحاد الأوروبي ووكالات دولية الإجراءات الإسرائيلية بأنها "عقاب جماعي" وهو الأمر الذي تحظره مواثيق جنيف. وترد إسرائيل بقولها إن الأوضاع الإنسانية لم تصل إلى حد الأزمة وان حركة حماس تهول من آثار إغلاق الحدود. ولم يتضح إن كان باراك سيسمح بدخول شحنات إضافية من الوقود والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة الذي سيطرت عليه حماس بالقوة في يونيو حزيران بعد أن تغلبت على القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وذكر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أن تسليم الشحنات في المستقبل سيعتمد على التقييم المنتظم للاحتياجات الإنسانية في غزة وعلى عدد الصواريخ التي يطلقها نشطاء فلسطينيون على الدولة اليهودية. وقال شلومو درور المتحدث باسم وزارة الدفاع "لن نقدم التزامات بشأن كم مرة سنقوم بذلك." وقال باراك إن إسرائيل لن تخفف الضغط على النشطاء. وقال "سنفعل كل شئ لجعلهم يفهمون اننا سنفعل أي شئ لاستعادة الهدوء." وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية اري ميكيل أنه بالاضافة لنحو 2.2 مليون لتر من الوقود لمحطة الكهرباء ستسمح إسرائيل بدخول 500 ألف لتر من وقود الديزل للمولدات بالإضافة إلى إمدادات من الغاز المستخدم في الطهو. وأضاف أن إسرائيل ستسمح أيضا لخمسين شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية بدخول قطاع غزة لكن القيود على نقل وقود السيارات ستظل سارية. وقبل إعلان قرار باراك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت "بالنسبة لي .. يمكن أن يسير كل سكان غزة على الأقدام ولا يكون لديهم وقود لسياراتهم لأن لديهم نظاما إرهابيا قاتلا لا يسمح للسكان في جنوب إسرائيل بالعيش في سلام." وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) انها ترحب بأي علامات على أن إسرائيل تخفف حصارها. وقال كريستوفر جانيس المتحدث باسم أونروا "لكن نهج قطرة .. قطرة .. متوفر اليوم وغير متوفر غدا.. في التعامل مع المساعدات الإنسانية يجعل من الصعب على اونروا الحفاظ في الأجل الطويل على استمرارية برنامج إنساني لنحو مليون شخص." وجاء قرار باراك بعد أن حذرت منظمات دولية من أن الأدوية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في مستشفيات غزة سينفد خلال بضعة أيام إن لم تسمح إسرائيل بمرور السلع عبر المعابر الحدودية. وقال ميكيل مستشهدا بتراجع عدد الهجمات الصاروخية في الآونة الأخيرة "نأمل أن تكون الرسالة وصلت لحماس .. عندما يريدون خفض عدد الهجمات الصاروخية فانهم يستطيعون ذلك." وأطلق أكثر من 45 صاروخا على إسرائيل يومي الجمعة والسبت لكن الجيش الإسرائيلي قال إن خمسة صواريخ فقط أطلقت يوم الأحد. وتعهد نشطاء غزة بمواصلة هجماتهم الصاروخية. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس إن الضغوط ينبغي أن تستمر حتى يرفع الحصار بالكامل. وعادة ما تمد المحطة القطاع بثلاثين في المئة من الكهرباء التي يستهلكها لكن إغلاقها كان له أثر على شريحة أكبر من السكان بسبب طريقة عمل شبكة الكهرباء. وبالرغم من موقفها المتشدد المعلن لم تقطع اٍسرائيل إمداداتها المباشرة من الكهرباء لقطاع غزة. وتقدم مصر إمدادات كهرباء أيضا للجزء الجنوبي من القطاع.