قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت إن اسرائيل لا تعتزم جعل الحياة هناك سهلة,واضاف أن هدفها هو جعل الحياة شاقة .مضى أولمرت قائلا إنه يمكن لكل سكان قطاع غزة أن يعيشوا بدون وقود لسياراتهم وعليهم السير على أقدامهم . في الوقت نفسه أعلنت بريطانيا إنها لا تؤيد فرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة وناشدت الأطراف المختلفة العمل من أجل إعادة فتح المعابر. وقال بيان صدر عن الحكومة البريطانية إن التقارير التي تفيد انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة بسبب نقص الوقود تدعو للقلق. واضاف أن أمن اسرائيل لا يتحقق عن طريق قطع الوقود، كما لا تتحقق العدالة للفلسطينيين باطلاق الصواريخ من غزة إلى داخل اسرائيل. من ناحية أخرى قال كريس غانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة الاثنين (الأونروا) ان الوكالة قد تضطر لتعليق عملها ان استمر اغلاق المعابر المؤدية الى غزة. وأوضح المتحدث أنه نتيجة "نقص مادة النيلون التي تصنع منها الأكياس البلاستيكية ونقص الوقود اللازم لتسيير السيارات وتشغيل المولدات، سنوقف يوم الأربعاء أو الخميس برنامج توزيع الأغذية على 860 ألف شخص في غزة إذا لم يتحسن الوضع". وحثت المفوضية الاوروبية اسرائيل على اعادة امداد غزة بالوقود وفتح المعابر الى القطاع، وقالت مفوضة الشؤون الخارجية في بيان لها ان الحصار سيزيد الوضع سوءا ولن يساعد في منع الهجمات (من القطاع على اسرائيل). في هذه الاثناء، تجري الجامعة العربية محادثات طارئة بشأن الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة، وما أدى اليه من انقطاع الكهرباء عن غزة، واصفة الوضع بأنه "كارثي". ويبحث مندوبو الدول الأعضاء في الجامعة، الدعوة الى فتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي تصر اسرائيل على ابقائه مغلقا. وقد أثار الرئيس المصري حسني مبارك موضوع فتح معبر رفح في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك وحذرهما من تدهور الأوضاع الانسانية في القطاع حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. كما اثار مبارك احتمال أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر والذي تصر إسرائيل حاليا على بقائه مغلقا. وأفادت وكالة رويترز أن مصر أرسلت 300 شرطي من شرطة مكافحة الشغب لتعزيز حدودها مع قطاع غزة. وكانت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في قطاع غزة قد هددت بفتح معبر رفح "بالقوة" إن لم تقم السلطات المصرية بفتحه فورا والمساهمة بوضع حد للحصار المفروض على القطاع. وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في القطاع، إنه يتعين على مصر اتخاذ قرار بهذا الأمر "حتى لا نضطر لفتحه بالقوة، فقد استنفدنا جميع الوسائل الأخرى." وأضاف المتحدث قائلا: "لا مجال للوقوف مكتوفي الأيدي أمام مقتل نسائنا وأبنائنا." ومن جهة أخرى طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بالتدخل من أجل اعادة تزويد قطاع غزة بالوقود بعد أن أدى الحصار الاسرائيلي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع. وكان عباس قد دعا اسرائيل أمس إلى انهاء الحصار الذي تفرضه على غزة حسب تصريحات لمستشاره نبيل أبو ردينة. ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق القادة العرب إلى نسيان خلافاتهم ومساعدة غزة. وقد قضى مئات الآلاف من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الليلة الماضية في ظلام دامس بعد أن توقفت مولدات الكهرباء بسبب توقف امدادات الوقود من اسرائيل. ويلقى الفلسطينيون باللوم على اسرائيل بسبب منعها امدادات الوقود من الدخول إلى قطاع غزة، بينما تحاول إسرائيل تبرير قرارها بأنه رد على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه البلدات الاسرائيلية الجنوبية. وقال رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية كنعان عبيد إن نحو ثمانمئة ألف فلسطيني باتوا بدون كهرباء، وأن المستشفيات والمصانع تأثرت بالأزمة. وقال الأطباء في قطاع غزة إنهم يجرون العمليات الجراحية العاجلة فقط. وقد شهدت مدينة غزة مسيرات حمل المتظاهرون فيها الشموع وطالبوا بالعمل على رفع الحصار عن القطاع. من جانبه، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الشعب الفلسطيني يعاني الأمرَّين، ونحن لن نعترض على أي خطوة يقوم بها أي شخص في محاولة لرفع الحصار عن شعبنا." ودعا أبو ردينة جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة الوضع المتأزم في قطاع غزة، كما دعا إسرائيل لاتخاذ خطوات عاجلة لرفع الحصار المفروض على غزة. جاءت هذه التطورات بعد أيام من قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إغلاق المعابر مع غزة بعد تصاعد موجة العنف بين الجيش الإسرائيلي والنشطاء الفلسطينيين المسلحين في القطاع. وكان باراك قد أمر بإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي، قائلا إن هذه الخطوة تستهدف الضغط على المسلحين داخل القطاع ودفعهم إلى وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل، وإن هذا القرار سيعاد تقييمه بعد عدة أيام. وأفادت التقارير الواردة من غزة بأن سكان القطاع أخذوا بالبحث عن وسائل بديلة كالشموع والبطاريات الجافة، وأقبلوا على تخزين المواد الغذائية الأساسية تحسبا لانعكاسات انقطاع الكهرباء وما يمكن أن يجره من عواقب عليهم.