في الوقت الذي يجتمع فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القدس لمناقشة امكانية نشر قوات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية على الحدود بين قطاع غزة ومصر، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان مصر ستتخذ خطوات للسيطرة على حدودها مع قطاع غزة بأسرع وقت ممكن. ولم يذكر بيان لوزارة الخارجية المزيد من التفاصيل. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين بوزارة الخارجية. وحاولت مصر دون نجاح اغلاق الحدود مع القطاع الساحلي بعد أن فجر نشطاء ثغرات في الحاجز الحدودي الاسبوع الماضي. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان مصر وافقت على خطة الرئيس محمود عباس بالسيطرة على معابر غزة مع مصر مستبعدة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية ان ابو الغيط ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ناقشا اليوم اقتراح عباس "وهو الاقتراح الذي سبق وان حظي بموافقة دولية خلال مؤتمر باريس للمانحين الذي عقد بشهر ديسمبر الماضي". من جانبها، رفضت حركة حماس العودة الى اتفاقية معبر رفح السابقة مؤكدة على ان معبر رفح يجب ان يكون معبرا فلسطينيا مصريا وفق ترتيبات جديدة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس ان حركة حماس تؤكد "رفضها العودة الى اتفاقية معبر رفح" التي ابرمت بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي والحكومة الاسرائيلية بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة في صيف 2005. واعتبر المتحدث ان هذه الاتفاقية "اصبحت جزءا من الماضي ولن يقبل الشعب الفلسطيني العودة الى الوراء فيما يتعلق بالوضع السابق على معبر رفح". واضاف ان الحركة تؤكد ان "المطلوب هو معبر مصري فلسطيني وفق ترتيبات جديدة سواء من خلال لقاء ثلاثي بين حماس وفتح والقاهرة, او لقاء ثنائي مع القاهرة ان استمر رئيس السلطة محمود عباس في رفض الحوار مع حركة حماس". في هذه الأثناء، يجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وقالت مصادر فلسطينية في مكتب الرئاسة ان اللقاء سيتركز على التطورات الأخيرة وأن عباس سيطلب من اولمرت فك الحصار المفروض على قطاع غزة كما سيقدم مبادرته لتسلم السلطة للمعابر من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين بالاضافة الى بحث الحواجز العسكرية التي تقيمها اسرائيل في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه ان اللقاء يهدف الى تقييم اللقاءات بين وفدي المفاوضات وتأكيد أن التوسع الاستيطاني يشكل عقبة في طرق السلام الى جانب الحصار على غزة وانه غير مقبول ولابد من رفعه ليتمكن مليون ونصف المليون فلسطيني من الحصول على احتياجات الحياة اليومية. وسيلتقي عباس يوم الأربعاء الرئيس المصري حسني مبارك لمتابعة ما يجري في غزة وتنسيق المواقف بينهما. وكان الرئيس عباس شدد على تمسكه بشرط تراجع حماس عن انقلابها في غزه قبل البدء بالحوار. من جانبه، اشترط خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حوارا بشأن تسليم "حماس" المقار الأمنية في غزة إلى السلطة الفلسطينية، فيما أبدى استعدادا لتسليم مقار الرئاسة في غزة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فوراً. وكشف مشعل في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" في دمشق عن وجود اتصالات مع مصر والرئاسة الفلسطينية في مسعى لترتيب إدارة المعابر في غزة بما لا يَضر بالمصالح المصرية. من جهتهه، اعلن مسؤول اسرائيلي اليوم الاحد ان مصر لديها الامكانات اللازمة لاغلاق الحدود مع قطاع غزة التي عبرها مئات الاف الفلسطينيين منذ خمسة ايام. وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية الجنرال الاحتياطي عاموس جلعاد لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "المصريين لديهم امكانات كافية مع 1500 عنصر من الاجهزة الامنية لمراقبة خط يبلغ طوله 14 كلم على الاقل. كما يمكنهم الاعتماد على اجهزة المخابرات المصرية", مضيفا انه "على اتصال مع المسؤولين المصريين المكلفين بالمسائل الامنية"، وبحسب الاذاعة العامة, فان جلعاد كلفه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك باجراء مباحثات مع المصريين بخصوص الحدود مع قطاع غزة.