أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ان الثورة اليمنية كانت ضرورة حتمية ولم تتم اعتباطا كما وليست انقلاباً بل ثورة شعب.. مشيرا الى أن هناك فهما خاطئا لمن لم يعيشوا معاناة الوطن قبل ال26 من سبتمبر 1962م، واعتبروها انقلاباً عسكرياً.. مؤكدا أنها ثورة الشعب من اقصى الجنوب الى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب نتيجة النظام الكهنوتي المتخلف والاستعمار الذين جثما على شعبنا مئات السنين ولم يورثا الا الحقد والكراهية والبغضاء والفقر والجهل". وقال فخامته– في افتتاح المهرجان الأول للشباب في الفترة من 30 نوفمبر -3 ديسمبر- " الحمد لله وبفضل التضحيات الجسيمة لمناضلي شعبنا السبتمبريين والاكتوبريين الذين قدموا رؤوسهم على أكفهم لاسعاد الوطن وتحريره,قيادات سياسية عملت على التهيئة لتفجير الثورة وقيادات عسكرية فجرتها وقيادات عسكرية وشعبية دافعت عنها وحمتها فصار الشعب في لحمة واحدة, وليس صحيحاً بان سبتمبر كانت ثورة شمالية واكتوبر جنوبية, بل هي ثورة واحدة موحدة الاهداف والمبادىء وشعبنا من اقصى الشمال الى الجنوب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب دافعوا عن صنعاء كما دافعوا عن عدن". ونبه قائلا" لاتنصتوا الى الموشوشين والامراض الذين كانوا وما زالوا يوشوشون، فالثورة اليمنية ثورة واحدة وأمة واحدة لا اقليات ولا ديانات بل شعب واحد وديانة واحدة وامة واحدة". وفي المهرجان الذي يقام ضمن الاحتفالات بالعيد ال37 للاستقلال الوطني يوم الجلاء، تحت شعار"من أجل حركة شبابية موحدة الفكر والهدف والرؤى وتعزيزاً لدور الشباب في تحقيق التنمية الشاملة"،وحياالأخ الرئيس كل أبناء الوطن بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة.. مذكرا بالاستعمار البريطاني وقال إنه " جثم على جزء من الوطن 37 عاماً وكان اليمن موحداً على الرغم من وجوده في عدن الباسلة ثم انتشاره الى المحميات الغربية والشرقية .. ولكن شعبنا العظيم بكل فئاته في شماله وجنوبه قاوموا الاستعمار حتى أجبروه على الرحيل فلا مكان للمستعمر لا في العصر القديم ولا في العصر الحديث. وأضاف الأخ رئيس الجمهورية" لقد انتصرت الثورة وتحققت الوحدة, لقد تحققت التنمية والخدمات العامة والجوانب الاقتصادية, وعلينا اليوم ان نحصن هؤلاء الشباب من الاختراقات لذوي النزعات الحاقدة على النظام الجمهوري وعلى تقدم الوطن وأمنه واستقراره". وقال"يريدون لوطننا ان يحصل فيه كما يحصل في الفلوجة وفي جنوب العراق في كربلاء وغيرها.. هذه هي الكراهية للنظام الجمهوري وللوطن هم لا يريدون ان يروكم مستقرين وآمنين".. مشيرا إلى أن شباب المستقبل سوف يدحض خرافاتهم وكذبهم أيا كانت أمراضهم الطائفية والعنصرية والقبلية, ويجب أن نقف لها بالمرصاد فنحن أمة واحدة". ودعا الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم و وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والأوقاف والإرشاد والشباب والوزارات المختصة, ان تعمل بكل جدية لتحصين وتربية الشباب وتعريفهم بدينهم ودنياهم وحبهم لثورتهم ووحدتهم ووطنهم, وأن تغرس في قلوبهم الولاء لهذا الوطن.. مؤكدا معزة الوطن وقال "الوطن لا يعرف معزته الا من عانا من الاستعمار والتشرد والاحتلال، تشاهدون اخوانكم من العراق وتسمعون أنين قلوبهم من الاحتلال، اجلسوا مع اخوانكم من الثورة الفلسطينية واسمعوا أنين الاطفال والنساء من صلف الاحتلال الصهيوني، أنتم في بلد آمن ومستقر بحمد الله ولم يستقر وطننا الا بقوافل من الشهداء آخرها قافلة الشهداء في مران محافظة صعدة, لكن شعبنا المعطاء لم يبخل في تقديم القوافل من الشهداء من اجل أمنه واستقراره,لا من اجل الحفاظ على كراسي السلطة أو كراسي المسئولين, ولكن من أجل أمن واستقرار الوطن". وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى جولته الأوروبية وقال"لمسنا في هذه الزيارة مدى تغير الموقف الأوروبي بشكل ايجابي تجاه اليمن.. لا تتصوروا كيف ينظرون إلى اليمن بإعجاب وتقدير, لقد كان يرافقني عدد من الإخوة البرلمانيين والاستشاريين والوزراء وسمعوا ورأوا مدى تقدير واحترام الخارج لليمن, سواء من المستشار الالماني جرهارد شرودر أو الرئيس الالماني أو وزيري الخارجية والداخلية وكذلك في ايطاليا من رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ .. لقد تحدثوا عن اليمن بأكثر مما يتحدث عنه بعض المسئولين اليمنيين, لأن هؤلاء للأسف لا يقدروا أن يأتوا بجملة مفيدة عن وطنهم, ويقولون باننا لو تحدثنا عن وطننا بصورة ايجابية سيقولون باننا منافقين". وأضاف"لقد تكلموا عن التنمية والديمقراطية والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.. انا لا أقدم لهم شيكات لكي أغريهم أو أعمل إصلاحات في برلين أو روما لإصلاح الآثار أو حدائق الحيوان هناك ليقولوا بأننا كرماء ولكن بلدي بلد فقير، انا حققت انجازات وحققت الديمقراطية والعدالة وحرية الرأي وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة بفضل تكاتف وتعاضد كل الشرفاء." وأضاف :" لقد حققنا الوحدة ومضينا نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة في المشاركة ناخبة ومنتخبة, وسرنا في درب مكافحة الارهاب, ويبقى امام الأسرة الدولية ماذا سيعملون من اجل مكافحة الفقر". وقال فخامته:" لقد قلنا لهم ماذا ستقدمون لمكافحة الفقر.. قالوا هذه كرة في مرمانا.. وتحدثت معهم بان الإرهاب يجد في الفقر مناخاً مناسباً يترعرع فيه وينمو, فاذا لم يوجد تعاون دولي لمكافحة الفقر فان التطرف والإرهاب سينموان.. ونحن نتطلع في المستقبل ان يكون التعاون في هذا المجال جيداً. وأضاف: ما تحقق في الزيارات شيء جيد ولدينا أرقام عن المساعدات الأجنبية لعملية التنمية سواء من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو المانيا الاتحادية أو ايطاليا أو هولندا أو اليابان أو الصين أو فرنسا,سواء ما هو منها هبات أو قروض ميسرة للتنمية.. وهي تكرس في مشاريع الطرق ومشاريع الصرف الصحي، وبناء المستشفيات أو الجامعات او المعاهد الفنية وغيرها من مشاريع التنمية". وتابع"الرئيس يتحرك لجمع الأموال من اجل التنمية راجعوني في التنمية وفي الطرقات وفي الكهرباء, لا أحد يراجع في مصاريف أو علاج.. وعلى وزارة الصحة ان تحد من ظاهرة العلاج في الخارج, فلدينا اليوم مركز حديث للقلب ومركز لمعالجة السرطان في المستشفى الجمهوري وعلى المرضى ان يذهبوا الى هناك. ودعا فخامة الأخ الرئيس وزارة التعليم العالي والحكومة الى الحد من عملية ترحيل الطلاب للدراسة في الخارج, باعتبار أن هناك كثير من الطلاب يظلون يدرسون من 10 - 12 سنة ولم يفلحوا ولم يرجعوا للوطن. وقال"انهوا الوساطات بالتليفون وبحيث لا يذهب للخارج الا طبقاً لاحتياجات التنمية وفي التخصصات النادرة التي يقرها مجلس الوزراء بالإجماع, لا وزير التعليم العالي أو التربية والتعليم ولا حتى رئيس الوزراء أو الرئيس, والتوصيات التي تأتيكم مني أرفضوها لأنها لأولاد مسئولين" . كما قدم خلال المهرجان اوبريت لوحة استعراضية بعنوان ( روعة المجد) وقصيدة شعرية للشاعر احمد سليمان واسكتش هادف بعنوان ( زارعو الشوك)، وقدمت للاخ الرئيس وثيقة عهد مكتوبة مقدمة باسم شباب الوطن . وقام الأخ الرئيس بتكريم مجموعة من رواد الحركة الشبابية تقديرا لما قاموا به من إسهامات في خدمة الحركة الشبابية وهم الأخوة الدكتور صالح باصرة، وحسين الأهجري، وعلي صالح عبدالله، وعبد الرحمن الأكوع، ومحمد هيثم عبدالله الطفي، وحسين الصوفي . ويضم المهرجان 450 شاباً وشابة من مختلف محافظات الجمهورية . وكان الأخ معمر مطهر الإرياني رئيس الإتحاد العام لشباب اليمن المنظم للمهرجان قد ألقى كلمة أعرب فيها باسمه وشباب اليمن عن اخلص التهاني والتبريكات لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والشعب اليمني بمناسبة يوم الاستقلال.. مشيداً بالدعم والاهتمام الكبير الذي يوليه فخامته لقطاع الشباب وتأهيلهم وتنمية قدراتهم في سبيل خدمة الوطن والنهوض به وبما يحقق الآمال والطموحات التي ترتقي بالشعب إلى أوج العلا باعتبار الشباب هم أمل الوطن وسر نهضته وبناة مستقبله والقوة التي يرتكز عليها الوطن.. مستعرضاً مختلف الإنجازات والنجاحات التي تحققت لقطاع الشباب لتسهم في رفع مستواهم في شتى المجالات . وأشار رئيس إتحاد شباب اليمن إلى جهود وزارة الشباب والرياضة في التحضير للمؤتمر الوطني الأول للشباب الذي يعقد في مايو العام القادم، ليتم من خلاله مناقشة أوضاع الشباب من مختلف الجوانب للخروج بإستراتيجية وطنية تحصنهم من الدعوات المتطرفة التي لا تمت بصلة إلى تعاليم الشرعية الإسلامية السمحاء وتقاليد وأعراف المجتمع اليمني الأصيل. فيما أشادت موريال وايزباخ رئيسة الدائرة السياسية بحزب التضامن والحقوق الوطنية الالماني التي تشارك على رأس وفد عن حركة لاروش الشبابية العالمية، بقوة الحضور الديمقراطي اليمني وانتهاج أسلوب الحوار بين مختلف الثقافات وحوار الحضارات في مناقشة مختلف القضايا التي تهم العلاقات والتواصل بين الشعوب .. منوهة بمزايا فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية كقائد وطني حكيم تمكن من مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية بروح التسامح ولغة الحوار بعيداً عن لغة الحرب والدمار . وأبدت رئيسة ممثلة المنظمة الشبابية العالمية إعجابها والوفد المرافق لها بالتجربة الديمقراطية والحراك السياسي الرائع التي تنتهجه اليمن في ظل دولة الوحدة. إلى ذلك نظم على هامش المؤتمر معرضا خاصا بالصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية التي عكست إبداعات الشباب اليمني في مختلف المجالات وصورت الإنجازات التي حققها الشباب في المجالات الإبداعية المتنوعة.