يخوض المرشحون للانتخابات الرئاسية الامريكية اليوم الاثنين اليوم الأخير من حملة محمومة استعدادا ل"الثلاثاء الكبير" الذي قد يفضي الى حسم الخيار بالنسبة للجمهوريين وتعيين المرشح الاوفر حظا من جانب الديمقراطيين. إذ ستنظم حوالى 20 ولاية امريكية الثلاثاء انتخابات لا سابق لها، لاختيار المرشحين الجمهوري والديمقراطي اللذين سيخوضان المنافسة في الانتخابات الرئاسية التي تجري في نوفمبر المقبل. وسيتنافس 6 مرشحين خلال "الثلاثاء الكبير" الذي لم يشهد ابدا مثل هذا العدد من الانتخابات التمهيدية في ولايات عدة في الوقت نفسه. فمن جانب الديمقراطيين ستكون المنافسة بين السيدة الامريكية الاولى سابقا هيلاري كلينتون وسيناتور ايلينوي الشاب باراك اوباما. واظهر استطلاع جديد للرأي نشر الاحد وأجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "ايه بي سي" الاخبارية حصول كلينتون, سيناتور نيويورك, على نسبة 47% مقابل 43% بالمئة لاوباما. وجرى الاستطلاع بين 30 يناير والاول من فبراير وشمل 1249 بالغا, مع هامش خطأ من اربع نقاط مئوية. ومن جانب الجمهوريين يتنافس 4 مرشحين لكن سيناتور اريزونا جون ماكين, الاوفر حظا, الذي تصدر الاستطلاع نفسه بنسبة 48%, لا يواجه سوى منافس واحد جدي هو حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني (24%). ومن المتوقع ان يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة من بين هؤلاء المرشحين الاربعة. وقد تصبح كلينتون اول سيدة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة فيما اوباما قد يصبح اول رئيس اسود. اما جون ماكين فقد يصبح في سن 72 عاما, الرئيس الاكبر سنا الذي يؤدي القسم عند توليه مهامه في يناير 2009. وميت رومني قد يصبح اول رئيس من المورمون. وتحتاج كلينتون او اوباما من اجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، الى اصوات ما لا يقل عن 2025 مندوبا من اصل 4049 سيشاركون في المؤتمر الديمقراطي المقرر عقده في دنفر (كولورادو, غرب) بين 25 و28 اغسطس. وسيتم انتخاب مجموع 2084 مندوبا الثلاثاء في 22 ولاية وفي جزر ساموا الامريكية وللديمقراطيين المقيمين في الخارج. وان كان هذا العدد يتخطى بقليل العدد الضروري للفوز بغالبية اصوات المندوبين, غير انه من غير المرجح ان يضمن اي من المرشحين فوزه منذ الثلاثاء. ويتم منح اصوات المندوبين الديمقراطيين على اساس نسبي. فالمرشح الذي يفوز بولاية لا يفوز باصوات جميع مندوبيها. وفي المقابل, فان المرشح الذي يهزم في ولاية يمكنه الاحتفاظ باصوات عدد من مندوبيها. وعلى صعيد آخر, فان 392 من المندوبين ال 2084 الذين سيعينون الثلاثاء سيكونون "مندوبين كبارا" اي مسؤولين محليين ومندوبين عن الحزب الديمقراطي يتمتعون بحرية تصويت كاملة خلال المؤتمر الديمقراطي. وقد تكون اصواتهم حاسمة في حال اشتداد المنافسة وتقلص الفارق بين المرشحين. وتعتبر كلينتون مسيطرة في نيويورك وكاليفورنيا, كما يرجح فوزها في كونتيكت ونيوجرزي وتينيسي واوكلاهوما واركنسو, فيما تعتبر فرص اوباما في الفوز مرتفعة في ايلينوي وايداهو ومينيسوتا وكنساس والاباما وجورجيا وداكوتا الشمالية وكولورادو, كما انه قد يفوز باصوات الديمقراطيين في الخارج. اما المرشحون الجمهوريون, فيتحتم عليهم الفوز باصوات ما لا يقل عن 1191 من المندوبين ال2380 الذين سيجتمعون في مينيابوليس-سانت-بول (مينيسوتا, شمال) بين الاول والرابع من ايلول/سبتمبر. وسيتم اختيار 1081 مندوبا بينهم 133 "مندوبا كبيرا" الثلاثاء في 21 ولاية. وسيحصل الفائز في معظم هذه الولايات على غالبية اصوات مندوبيها. ففي كاليفورنيا وحدها سيحصل الفائز الجمهوري على 173 مندوبا دفعة واحدة, كما سيفوز ب101 مندوب في نيويورك. وفي هذه الظروف, فان سيناتور اريزونا جون ماكين الذي يتصدر السباق الجمهوري, يملك تفوقا اكيدا على خصومه الثلاثة وبينهم حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني. ويرجح فوز ماكين في كاليفورنيا ونيويورك ونيوجرزي والاباما وماساتشوستس واريزونا وكونتيكت وتينيسي. غير ان الامور غير محسومة فعليا من الجانب الجمهوري, كما من الجانب الديمقراطي. فقد تفضل ولايات الجنوب المحافظة رومني او حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي. ويتقدم رومني في يوتا ومونتانا والاسكا وفرجينيا الغربية, فيما يبدو هاكابي في موقع جيد في جورجيا واركنسو. واذا لم يحسم شيئاً الثلاثاء, سيتحتم ربما انتظار استحقاقات كبرى اخرى مثل 9 فبراير حيث يعين 203 مندوبين ديموقراطيين و126 مندوبا جمهوريا, او 4 مارس، حيث يعين 444 مندوبا ديموقراطيا و265 مندوبا جمهوريا. وتجري آخر عمليات اقتراع لاختيار المرشح الى البيت الابيض في 3 يونيو بالنسبة للجمهوريين، الذين ينظمون انتخابات تمهيدية في نيومكسيكو وداكوتا الجنوبية, وفي 7 يونيو بالنسبة للديموقراطيين الذين يعقدون مجلس ناخبين (كوكوس) في بورتو ريكو./العربيةنت