واصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته المستمرة على قطاع غزة منذ أمس، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 28 بينهم تسعة أطفال، في حين هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع. ونقل مكتب باراك عنه القول في اجتماع مع مسؤولين عسكريين في القدس "يجب الاستعداد لتصعيد على الجبهة الجنوبية, إن عملية برية واسعة النطاق أصبحت واردة". من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن "القيادة السياسية منحت الجيش الإسرائيلي تفويضا كاملا لوقف إطلاق الصواريخ" الفلسطينية من قطاع غزة. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت الموجود حاليا في اليابان فقد توعد بمواصلة الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس), وقال في تصريح صحفي "لقد أوضحت لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أننا لن نوقف معركتنا, وسنجعل الإرهابيين يدفعون ثمنا باهظا جدا". وقد أفاد الجيش والشرطة الإسرائيلية بأن أكثر من 20 صاروخا أطلقت اليوم من قطاع غزة, وأسفرت عن إصابة شخصين بجروح طفيفة. وسقط صاروخ فلسطيني على منزل في مدينة عسقلان شمال القطاع, فيما تعرضت بلدة سديروت لدفعة من الصواريخ أحرقت مصنعا وعددا من السيارات. ووصف وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي الصواريخ التي تطلق من غزة على إسرائيل بأنها "صواريخ غبية وألعاب نارية". وقال المالكي إن الحكومة الفلسطينية تندد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل كما تشجب عمليات "التوغل" الإسرائيلية في غزة. وفي أحدث غارة استهدفت بيت لاهيا شمالي غربي قطاع غزة، المواطن الفلسطيني استشهد طلعت الرميلات (20 عاما), وقال مصدر طبي فلسطيني إن الرميلات راعي غنم وليس له علاقة بحركات المقاومة الفلسطينية. واستشهد شرطي من القوة التنفيذية وأصيب خمسة آخرون بجروح في غارة استهدفت مركزا للشرطة في مخيم الشاطئ غربي القطاع على مقربة من منزل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية. وفي قصف على جباليا شمالي القطاع قتل رامز ناصر (25 عاما) وعوض البنا (20 عاما) وعبدالله الزويدي (23 عاما) وأصيب ثلاثة بجروح. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الزويدى من عناصرها. وفي غارة مماثلة على حي الزيتون شرقي مدينة غزة استشهد مقاومان من كتائب القسام هما جواد طافش (22 عاما) وحمزة الحية (22 عاما) وهو نجل القيادي البارز في حماس خليل الحية. واستشهد الفلسطيني رامي خليفة في مستشفى الشفاء عصر الخميس متأثرا بجروح أصيب في غارة حي الزيتون. كما استشهد ناشط في كتائب القسام وناشطان آخران في لجان المقاومة الشعبية في غارتين جويتين متتاليتين على منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة. واستشهد أربعة أطفال من عائلة واحدة في غارة استهدفت منصة لإطلاق الصواريخ قرب منزل مهجور شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع. وقال مصدر طبي إن الطفلين الشقيقين ذيب دردونة (11 عاما) وعمر حسين دردونة (12 عاما) استشهدا في الغارة, ثم استشهد متأثرين بجروحهما الطفلان محمد نعيم حمودة (سبعة أعوام) وعلي منيب دردونة (ثمانية أعوام). ومن بين ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة محمد البرعي وهو طفل رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر توفي بعد إصابته في قصف جوي إسرائيلي استهدف مقر وزارة الداخلية. كما استشهد الطفل محمد حمادي (12 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها في غارة أمس أسفرت عن استشهاد شخصين. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر رسمية فلسطينية أن عدد شهداء الغارات الإسرائيلية هذا اليوم بلغ 15 بينهم أربعة أطفال, وأن العدد الكلي لضحايا الغارات الإسرائيلية يومي الأربعاء والخميس بلغ 28 شهيدا بينهم تسعة أطفال. وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين في مخيم بلاطة, اثنان ينتميان لكتائب شهداء الأقصى والثالث لكتائب الشهيد أبوعلي مصطفى. واتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بضرب جهودها الرامية إلى الحفاظ على الأمن في مدينة نابلس باستهداف عناصر الفصائل الفلسطينية التي أعلنت التزامها بالتهدئة، وقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها في حل من هذه التهدئة.