حذر العلامة والمفكر الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري من المواقف الإسلامية المتطرفة إزاء الرسوم الدنمركية، مؤكداً أن الهدف من تلك الرسوم هو تأليب الشعوب الأوروبية على الوجود الإسلامي المتنامي بداخلها، وعلى استمرار العدوان على أرض المسلمين. وقال الحبيب الجفري في قراءة تحليلية أن الإساءات مرتبطة بمستقبل الوجود الإسلامي في أوروبا، "إذ تشير الدراسات إلى أن نسبة وعدد المسلمين سترتفع كثيراً في السنوات الثلاثين القادمة إلى ما قد يتجاوز النصف في بعض البلاد الأوروبية" ، وبما يفرض عليها إعادة ترتيب هويتها لتدخل ضمنها معطيات حضارية غير مسيحية من دين وثقافة وحضارة وعادات. وربط فضيلة العلامة الجفري تلك الإساءات بما تتعرض له بعض بلدان المسلمين من اعتداءات، مؤكداً أن "اليمين المتطرف يبحث عن مبررات لاستمرار حملات الاعتداء على أرض المسلمين، فلا يوجد تبرير أبلغ من أن يعاد تشكيل الصورة الذهنية عن المسلمين عبر تصويرهم على أنهم مجموعة من المتطرفين الهمج أو الوحوش الذين لا يعرفون سوى القتل والحرق وإهانة رموز الدول وأعلامها ، على نحو لا نستبعد فيه ارتباط تكرار الرسوم بتعاطف الشعوب الأوروبية مع المأساة الإنسانية لقطاع غزة وضرورة إنهاء الحصار". ودعا إلى ثلاثة مواقف لمواجهة حملات الإساءة والاجتراء، حدد أولاها ب"التوضيح"، مبيناً مسئولية المسلمين جميعاً عن عدم معرفة تلك الشعوب بحقيقة رسول الله.. وثانياً هو "التعريف برسول الله بالسلوك والمعاملات"، وثالثاً "تحويل واقع الإساءات إلى مواقف داعمة لإخواننا المسلمين الذين يعيشون في الغرب"، واصفاً ذلك الأسلوب بأنه "أبلغ رد على المقصود من حملات التشويه والإساءة". نبأ نيوز