أحبط حراس موقع "مصنعة ماريه" الأثري بمديرية عنس محافظة ذمار محاولة إقدام مجموعة من اللصوص السطو على الموقع ومحاولة العبث به. وذكر مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة ذمار علي ضيف الله السنباني بأنه تلقى بلاغاً من فرع مكتب الآثار بمديرية عنس عن محاولة بعض لصوص الآثار التسلل إلى موقع مصنعة ماريه الأثري والبدء في عملية الحفر في البوابة الغربية للموقع. وقال أن حراس الموقع تعاملوا مع اللصوص من خلال إطلاق النار عليهم مما أدى إلى فرارهم مخلفين وراءهم أدوات الحفر التي كانت معهم، وأنه تم إبلاغ الجهات المختصة بالمديرية والمحافظة وتم تسليم المضبوطات إلى إدارة المديرية. وأكد إن إدارة المديرية ومكتب الآثار يقومون حاليا بالتحقيقات المشتركة في الموضوع لمعرفة الجناة ليتم بعدها إحالة القضية إلى النيابة المختصة. واشار الى أن البعثة الأثرية الأمريكية البريطانية التابعة لجامعتي "أركنساس" الأمريكية، "ودو رهام" البريطانية نفذتا مسحاً أثرياً شمل 21 موقعاً في محيط موقع مصنعة ماريه الاثري. وبين السنباني أن عملية المسح الميداني للمنطقة الأثرية في مصنعة ماريه اشتملت أيضاً على وضع خطة تفصيلية لتلك المواقع التي تعود إلى العصر الحميري والعصر الحديدي وكذا وضع مقاطع إستراتيجية لقطع زراعية في منطقة وادي الشلالة وتتبع القنوات الزراعية في الوادي . وتعتبر منطقة مصنعة ماريه الأثرية والتي تبعد عن مدينة ذمار بحوالي 13 كم غرباً وتقع بمديرية عنس من المناطق الحميرية من أهم المواقع الاثرية بالمنطقة وتوجد أطلالها على سفح مسطح جبلي واسع تحيط به منحدرات حادة ولا تزال أساسات المباني ظاهرة للعيان كما توجد في الجهة الغربية من الموقع كتابة بالخط المسند الحميري دونت في القرن الرابع الميلادي. ويسجل هذا النقش تاريخ بناء عدد من المواقع والطرق في أماكن مختلفة ومنها مصنعة ماريه.. كما تتميز منطقة ماريه ببعد تاريخي وأثري يظهر بجلاء من خلال مجموعة من الشواهد الأثرية الظاهرة للعيان مثل بقايا المباني المتناثرة بشكل أكوام ضخمة تبرز بوضوح من خلالها الجدران المشيدة من الأحجار المصقولة والمبنية بطريقة هندسية رائعة بالإضافة إلى سور المدينة الذي لا تزال بعض أجزائه باقية إلى اليوم. *سبأ