حققت هيلاري كلينتون فوزا هاما على منافسها باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية في ولاية بنسلفانيا التي جرت يوم أمس الثلاثاء، ليحتدم بذلك الصراع بينهما على انتزاع ورقة ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. فمع الانتهاء من فرز 99 بالمائة من أصوات الناخبين في الولاية، تبين أن كلينتون قد فازت ب 55 بالمائة من الأصوات مقابل 45 بالمائة لأوباما. وفي كلمة ألقتها أمام حشد من أنصارها بعيد إعلان تقدمها على أوباما بفارق 10 نقاط، قالت كلينتون: "اعتبرني البعض خارج السباق وطالبوني بالانسحاب، ولكن الشعب الأمريكي لا ينسحب وهو يستحق رئيسا لا ينسحب أيضا... إن التيار ينقلب بسببكم." وأضافت قائلة إنها تمكنت من هزيمة "خصم رهيب" أنفق على حملته في الولاية ما يعادل ثلاثة أضعاف ما أنفقته هي. من جانبه، ألقى أوباما، الذي ما زال يتقدم على كلينتون بعدد المندوبيبن، كلمة أمام أنصاره بولاية إنديانا، وهي إحدى الولايات التي ستجرى فيها الانتخابات التمهيدية في المرحلة المقبلة، قال فيها إنه "أبلى بلاء حسنا"، حيث قلل الفجوة التي كانت تفصل بينه وبين منافسته في بنسلفانيا. وقال أوباما: "عندما بدأ هذا السباق اعتقد البعض أننا لن ننجح ولكننا عملنا بجد وسافرنا عبر المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة وزرنا المصانع. لقد استطعنا، وبعد 6 اسابيع، أن نقرب الفجوة بين الأجناس والخلفيات، ولأول مرة منذ وقت طويل يكون لدينا هذا العدد من الناخبين الجدد الذين سيقودون حزبنا إلى النصر في نوفمبر". وجاء فوز كلينتون، السناتور عن ولاية نيويورك وزوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، بفضل دعم الطبقة العاملة والنساء والبيض، حيث هيمن الاقتصاد على انتخابات الديمقراطيين في بنسلفانيا. وقد ناشدت كلينتون مؤيديها تقديم المزيد من التبرعات لصالح حملتها، قائلة إن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يمكنها من مواصلة المنافسة مع خصم "ينفق بشكل هائل" على حملته. وقد هنأ أوباما كلينتون على الفوز الذي حققته في بنسلفانيا. ويخوض أوباما وكلينتون سباقا محموما على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي حيث حصل سناتور ألينوي على تأييد 1705 مندوبين، مقابل 1575 مندوبين لكلينتون. ويحتاج أي من المرشحين إلى الفوز بأصوات 2025 مندوبا حتى يحظى بترشيح مؤتمر الحزب المقبل الذي سيُعقد في شهر أوغسطس/آب المقبل ومثلت بنسلفانيا اختبارا رئيسيا لما تقوله هيلاري كلينتون من أنه بالرغم من تقدم أوباما الإجمالي عليها، إلا أنها ستكون قادرة على تأمين الفوز في الولايات الكبيرة الحاسمة في الانتخابات الرئاسية. وقد عملت كلينتون خلال الساعات الأخيرة من حملتها في ولاية بنسلفانيا على التقليل من شأن حاجتها لتحقيق فوز كاسح، إذ قالت: "أعتقد أن الفوز تحت أي ظرف سيُعد إنجازا". وقالت التقارير إن معدلات التصويت كانت عالية بين الناخبين فوق سن ال 60 سنة وإن 6 من بين كل 10 ناخبين كانوا من النساء، وكلتا المجموعتين تفضلان كلينتون. وكانت حملات المرشحين الديمقراطيين قد انطلقت في مدينة سكرانتون، وهي مدينة للطبقة العاملة تقع في شمال شرقي بنسلفانيا.