قتل صباح اليوم الخميس ثمانية أشخاص على الأقل بينهم قياديان إسلاميان صوماليان في غارة جوية أمريكية على وسط الصومال. وينتمي القائدان إلى حركة الشباب وهي الجناح العسكري لحركة المحاكم الإسلامية التي طُردت من العاصمة الصومالية مقديشو، والتي وضعتها الولاياتالمتحدة في قائمتها للمنظمات الإرهابية. وقال أحد السكان إن طائرة أمريكية قصفت منزل زعيم حركة الشباب أدن هاشي ايرو، فيما ذكر جمال محمود أحد سكان بلدة دوسامارب في منطقة غالغودود (وسط) لوكالة الصحافة الفرنسية أن "3 قنابل القيت من طائرة حوالى الساعة الثانية (23,00 بتوقيت غرينتش). وأضاف "صباح اليوم شاهدت ثماني جثث بينها ست يمكن التعرف عليها والجثتان الأخريان أشلاء". وصرح الناطق باسم الإسلاميين الشيخ مختار روبو لوكالة الصحافة الفرنسية أن "مقاتلات أمريكية هاجمتنا في دوماسارب". وأضاف أن رجلين هما "المعلم ادن هاشي آيرو والشيخ محي الدين عمر هما العضوان الأبرز في حركة الشباب (المقاتلون الإسلاميون المتطرفون) بين ضحايا هذا الهجوم الأجنبي". من جانب آخر، قتلت القوات الإثيوبية المؤيدة للحكومة الصومالية 9 مدنيين أمس الأربعاء بعدما استهدفها متمردون في مدينة بيدوة بوسط الصومال حيث يقع مقر البرلمان، وأطلقت الأعيرة النارية بعدما فجر المتمردون الذين يقودهم الإسلاميون لغما أرضيا مستهدفين دورية اثيوبية راجلة. وهذا ثاني هجوم يستهدف القوات المتحالفة مع الحكومة في أسبوع وكشف عجز الحكومة الانتقالية عن فرض القانون والنظام حتى في أكبر معاقلها. وقال مشرعون إن الخطر الأمني الذي يشكله حركة الشباب اجبر عددا منهم على الفرار من الموقع التجاري حيث ينعقد البرلمان في مستودع سابق للحبوب. وقال أحد المشرعين الذي منعته شدة الخوف من الكشف عن اسمه "لا يمكننا العمل في ظل هذه الظروف. امننا الشخصي مهدد.. استولى الشباب على معظم الاحياء المجاورة التي تحيط ببيدوة. بعض المشرعين فروا". وشن المتمردون الهجوم قبل أن يصل رئيس الوزراء نور حسن حسين جوا من مقديشو الى بيدوة للقاء المشرعين الذي عقد وسط إجراءات امنية مشددة، وقال محافظ بيدوة عبد الفتاح محمد ابراهيم إن الهجمات السبعة في بيدوة التي وقعت هذا الشهر أعاقت الأمن بشدة في المدينة رغم الوجود الكبير للجنود الاثيوبيين. واعلن جناح الشباب المدرج على قائمة أمريكية للمنظمات الإرهابية مسؤوليته عن هجوم اليوم على موقع على الانترنت يعتاد المتشددون في الصومال استخدامه. وقال الجناح إن خمسة من القوات الاثيوبية قتلوا في الهجوم وتعهد بتعزيز هجماته ضد ما يعتبره قوات الاحتلال. ويقول محللون إن هجمات من هذا القبيل تهدف إلى غرس الخوف في نفوس المشرعين لمنعهم من تأدية مهامهم. وقالوا إن الاستراتيجية تهدف أيضا إلى إضعاف القوات الحكومية وحلفائها الاثيوبيين قبل شن هجوم كبير في أي وقت قريب. وقال محلل لم يرد ذكر اسمه لرويترز "الشباب يختبر الاثيوبيين... يريدون ان يعرفوا مدى استعداد القوات الحكومية والاثيوبية قبل ان يشنوا هجوما كبيرا ويستولون على البلدة لساعات ويقتلون من يشاؤون ويأخذون ما يستطيعون".