وقالت القوى المناهضة للأمريكان أن أدن هاشي ايرو الذي يقود حركة شباب المجاهدين التي ينحى عليها باللائمة في شن هجمات على القوات الحكومية وحلفائها الأثيوبيين قتل في أول نجاح رئيسي تحققه سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية على القوى المقاومه لها واثيوبيا الصوماليين خلال العام الماضي. وأكد أبو منصور مختار روبو الناطق باسم حركة الشباب في مؤتمر صحافي مقتل الشيخ آدم حاشي عيرو ومحيي الدين عمر في غارة جوية على مدينة "طوسمريب" حاضرة إقليم "جلجدود" وسط الصومال. واشار إلى ان الغارة استهدفت منزلا كان فيه الشيخ عيرو القيادي في حركة "الشباب" المعارضة للحكومة الصومالية والوجود الأجنبي في البلاد. وذكر زعيم محلي أن عدد القتلى جراء الضربة الجوية الأمريكية ارتفع إلى 30 قتيلا. وقال ان 15 آخرين اصيبوا بجروح. وأضاف ان أسطح 25 منزلا نسفت في الانفجارات. وأشار شهود عيان إلى أن الغارة دمرت المنزل بالكامل وأسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، واشاروا إلى سقوط ثلاث قنابل على الاقل على المنزل المستهدف، وذكروا ان جثثا انتشلت من تحت الانقاض اشلاء، واكدوا مصرع امرأة وابن عيرو، ويواصل أهالي البلدة البحث عن المصابين تحت الأنقاض. وقال مختار علي روبو المتحدث باسم شباب المجاهدين لرويترزفي اتصال هاتفي «صحيح ان طائرات الكفار قصفت دوسامارب.» مشيرا الى البلدة في وسط الصومال حيث تناثرت أشلاء من الجثث حول منزل متهدم. وأضاف «قتل اثنان من رجالنا المهمين من بينهما أدن هاشي ايرو." فيما اكدت الولاياتالمتحدة انها كانت وراء الهجوم واكدت وزارة الدفاع الأمريكية على لسان اللفتنانت جو هولستيد ان القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي شنت هجوما ضد هدف معروف للقاعدة وزعيم ميليشيا في الصومال، اضاف "لا نرغب في الكشف عن اية معلومات اضافية قبل ان تتاح لنا فرصة تحليل الهجوم». ومن المرجح ان يعزز مقتل ايرو الذي تلقى تدريبه في أفغانستان جهود الحكومة الصومالية التي يدعمها الغرب للقضاء على التمرد الذي كسب أرضا في الشهور القليلة الماضية. لكنه من المؤكد انه سيثير غضب المقاتلين اتباع ايرو الذين يقولون انهم يخوضون حرب جهاد لطرد القوات الاثيوبية.وقال احد الشيوخ المحليين انه تم انتشال 30 جثة من بين الانقاض. وكان ايرو من العقول المدبرة للتمرد الذي يجري على غرار ما يحدث في العراق ضد الحكومة الصومالية والقوات الاثيوبية المتحالفة واشتد التمرد في الاسابيع القليلة الماضية بمقتل عشرات الاشخاص في مقديشو وهجمات خاطفة يشنها اسلاميون على بلدات خارج العاصمة. وقال م. ج. جوهل رئيس مؤسسة اسيا والمحيط الهادي وهي مركز ابحاث أمني في لندن «القضاء عليه أمر مهم جدا. لكن اختراق القاعدة للصومال كبير لدرجة انه سيتم تعيين من يحل محله. هذه نكسة (للمتشددين) وسيشعرون بقوتها لكنها ليست ضربة قاتلة.» وشن الجيش الأمريكي هجوما عن طريق الجو استهدف من وصفه بانه زعيم تنظيم القاعدة في الصومال، واسفر الهجوم عن مصرع 30 شخصا على الاقل، وتدمير منازل، وتوعدت حركة الشباب الاسلامية برد عنيف على حلفاء أمريكا، ربما في اشارة إلى الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الاثيوبية، واشادت اديس ابابا بنجاح الهجوم الأمريكي. وكانت الولاياتالمتحدة أدرجت قبل شهر حركة «الشباب» الصومالية في قائمة التنظيمات الإرهابية، ووجهت مرارا اتهامات مباشرة إلى الشيخ آدم عيرو الذي قالت إنه على صلة بتنظيم القاعدة، وذكرت أنه تلقى تدريبات في «أفغانستان» وقد اعتبر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي حول خطورة الإرهاب في العالم الصادر اول أمس الصومال إحدى المناطق التي ينشط فيها إرهابيون والتي تشكل تهديدا لمصالحها في منطقة القرن الإفريقي، وأضاف التقرير أن الفوضى وعدم الاستقرار السياسي جعلا الصومال بيئة صالحة لوجود التنظيمات الإرهابية. وجاء الهجوم الأمريكي قبل أيام فقط من بدء مفاوضات بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة الذي يتخذ من «أسمرا» مقرا له، في العاصمة الجيبوتية، وكان البيان الختامي للقاء مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال اول أمس في العاصمة النرويجية «أوسلو» دعا أطراف النزاع في الصومال إلى فتح حوار سياسي لحل المشاكل القائمة في الصومال والتعاون مع الأممالمتحدة والدول المانحة في جهودها الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني في الصومال ووقف الاعتداءات على المدنيين، وقد تم أمس لأول مرة منذ تشكيل واشنطن للمجموعة عام ،2006 تسليم قيادة المجموعة الدولية إلى مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال أحمد ولد عبد الله تقديرا لجهوده في تحقيق مصالحة شاملة في الصومال، كما حثت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية جنداي فرايزر التي شاركت في اجتماع الدول المجاورة للصومال في نيروبي على عدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تعرقل جهود السلام في الصومال، وطالبت كلاً من الحكومتين الإثيوبية والإريترية بعدم نقل خلافاتهما الحدودية إلى الصومال، وقد تظاهر مئات من المهاجرين الصوماليين أمام فندق عقد فيه اللقاء ورفعوا هتافات تندد بسياسات الولاياتالمتحدة وبوجود القوات الإثيوبية في الصومال.