كشفت مصادر صومالية وأمريكية عن قيام القوات الأمريكية بقصف أحد المواقع في الصومال بصاروخ، في وقت مبكر من صباح الخميس، مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل، إضافة إلى عدد آخر من الجرحى. وأعلن متحدث باسم جماعة "شباب المجاهدين" الصومالية المسلحة، التي يُعتقد أن لها علاقة بتنظيم القاعدة، عن مقتل اثنين من زعماء التنظيم، نتيجة القصف الأمريكي، الذي استهدف "منزلاً" بوسط الصومال، والذي أكدته أيضاً مصادر أمريكية في واشنطن. وقال المتحدث باسم الجماعة، مختار روبو، إن القصف الجوي أدى إلى مقتل آدم هاشي عيرو، أحد زعماء حركة "شباب المجاهدين" التابعة لاتحاد المحاكم الإسلامية، التي تعتبرها الولايات المتحدة "حركة إرهابية." وجاء الإعلان عن مقتل القيادي في حركة شباب المجاهدين، خلال مؤتمر صحفي عقد في موقع لم يكشف عنه في الصومال، مشيراً إلى أن القصف استهدف منزلاً في بلدة "طوسمريب"، في حوالي الثالثة من صباح الخميس (الثامنة مساء الأربعاء بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي). وكشف المتحدث أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل الشيخ محيي الدين عمر، وهو قيادي آخر في التنظيم، إلى جانب آخرين، إضافة إلى عدد من الجرحى والمصابين. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى سقوط ما يزيد على 30 قتيلاً نتيجة القصف الأمريكي، إلا أن مصادر محلية صومالية وصفت تلك التقارير بأنها "مبالغ فيها" من جانب أنصار الجماعة المسلحة. وكان القصف، الذي قال المتحدث باسم التنظيم، في البداية، أن طائرات أمريكية مقاتلة نفذته، قد استهدف منزلاً في بلدة "طوسمريب" في وسط الصومال، إلا أن مصادر أمريكية قالت إن الصاروخ ربما تم إطلاقه من غواصة أو سفينة أمريكية قبالة السواحل الصومالية. وقال موقع صومالي إلكتروني "إن ما يشتبه بطائرات أمريكية قامت بقصف مدينة "طوسمريب"، على بعد 500 كيلومتر إلى الشمال من مقديشو، في وقت مبكر من صباح الخميس. وأضاف نقلاً عن مصادر صحفية بأن المنزل الذي تعرض للقصف كان يحتضن عدداً من قادة حركة "شباب المجاهدين"، التي يخوض أعضاؤها قتالاً عنيفاً ضد القوات الموالية للحكومة الانتقالية، المدعومة بالقوات الإثيوبية. وقال إن "آدم عيرو"، القيادي العسكري في حركة "شباب المجاهدين"، وكذلك "محيي الدين محمد عمر"، وزير الصحة السابق في عهد المحاكم الإسلامية في الصومال، لقيا حتفهما في القصف، الذي لم يعرف مصدره حتى الآن. يذكر أن القوات الأمريكية سبق أن نفذت العديد من الهجمات الجوية التي استهدفت مسلحين تابعين للحركات المتشددة خلال السنوات القليلة الماضية، بما فيها القصف الجوي في أوائل مارس/ آذار الماضي، الذي استهدف رجلاً يعتقد أنه منسق تنظيم القاعدة. وكانت واشنطن قد اعتبرت تنظيم "شباب المجاهدين" تنظيماً "إرهابياً"، حيث جاء في وصف له على موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن التنظيم "جماعة متطرفة عنيفة ووحشية، تضم أعضاء مرتبطين بتنظيم القاعدة.. ويُعتقد أن العديد من كبار قادته تدربوا وقاتلوا إلى جانب القاعدة في أفغانستان." يُشار إلى أن المحاكم الإسلامية وتنظيمات إسلامية ومتشددة تخوض معارك ضد الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها، منذ أوائل عام 2007، في أعقاب قيام الأخيرة بدحرها من العاصمة مقديشو وباقي مدن الصومال. CNN