دعا الدكتور علي محمد مجور- رئيس مجلس الوزراء- الأدباء والمثقفين إلى تفعيل دور الكلمة الصادقة والمؤمنة بالوحدة والتلاحم، وإلى السمو فوق الخلافات الثانوية والترفع على كل دعوات الردة والتآمر. واكد الدكتور مجور أن يمن الثاني والعشرين من مايو لا يقبل القسمة والتقاسم، وأن مباديء الديمقراطية وحرية التعبير هي المناخ الذي يفتح أبواب الإبداع. موضحا أن مهرجان صنعاء الرابع ينعقد في ظروف يحتاج فيها اليمن إلى دور الكلمة الصادقة المؤمنة بالوحدة والتلاحم التي تنتصر لقيم المحبة والتسامح، وتؤكد قيم الحوار والديمقراطية، وهي القيم التي تحققت مع قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م. معتبراً التقاء النقاد والروائيين من جميع محافظات اليمن في هذا الاجتماع يجسد الوحدة الوطنية ويعبر عن عظمة هذا الانجاز التاريخي الذي تحقق بعد طول صبر ومعاناة وضحى لأجلها بالغالي والنفيس، وقد كان للأدباء والمثقفين دوراً رائداً في هذه المسيرة الوحدوية المباركة وهو الدور الذي لم ينته بتحقيق الوحدة ولكنه استأنف مهمته الوطنية. وأشار رئيس الوزراء إلى ما شهدته الأشهر الأخيرة من انبعاث للفتن المذهبية والشطرية، منوهاً إلى أن ذلك يضع أمام الأدباء مهمات جسيمة إزاء هذه الأخطار التي تبرز أهمية الثقافة في تحقيق الاندماج المجتمعي، وتأكيد قيم الوحدة والجمهورية والحرية، ورفض كل الدعوات التي تردنا إلى الماضي، إلى عهود الملكية والتجزئة، مؤكداً أن "التاريخ لا يعود إلى الماضي". وقال رئيس الوزراء: لقد استطاع الأدباء اليمنيين ان يحققوا الوحدة في ظل التشطير حين أرسوا ثقافة الوحدة وتصدوا لثقافة الانفصال، وما أحوجنا اليوم إلى هذا الدور الذي يمثل بناية حقيقية لسلامة الوطن، مخاطباً الأدباء بالقول: أنكم تدلون بكتاباتكم وإبداعاتكم لليمن الذي يسمو فوق الخلافات الثانوية ويترفع على كل دعوات الردة والتآمر، يمن الثاني والعشرين من مايو الذي يكتسب قوة وأصالة في كل يوم، يمن الوحدة والحرية والتقدم الذي لا يقبل القسمة والانقسام لأنه يدرك ان الوحدة هي رهان المستقبل وهي إعلان حضور اليمانيين في هذا العالم الذي يجتث من الجذور المجتمعات الضعيفة. وثمن رئيس الوزراء الدور الذي يلعبه الأدباء والمثقفين في حماية قيم الوحدة والمحبة.. مؤكدا حرص الحكومة على دعم العمل الثقافي والنهوض به ورعاية الادباء والمثقفين والمبدعين على اعتبار ذلك يفتح الابواب للابداع في اطار مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير التي يكفلها الدستور اليمني. من جانبه أشار الدكتور محمد ابوبكر المفلحي الى خصوصية مهرجان صنعاء الرابع والذي يتلقي فيه اكثر من 250من كتاب القصة والرواية في صنعاء من عدة دول عربية في صنعاء مدينة التخيل وفضاء السرد الذي يتشكل في جدران عمارتها وألوان قمرياتها البديعة حيث يؤسس المكان سيرة للسرد وأصلا للحكاية . لافتا ان انعقاد مهرجان صنعاء يتأتي بعد انقطاع طويل نسبياً غابت فيه الرواية والقصة عن الاهتمام و استأثر الشعر بالساحة الثقافية نظراً لترسخ مقولة "الشعر ديوان العرب" داعيا الى ضرورة الاهتمام بالترجمة وان يكون لها حضورا في الملتقى .. مؤكداً ان الوطن العربي يزخر بأدباء وكتاب للرواية والقصة يستحقون ان تترجم أعمالهم إلى اللغات الحية وبذلك نستطيع ان نؤثر في الأدب العالمي ونتاثر به . من جهته أعرب رئيس نادي القصة الكاتب محمد الغربي عمران عن تقديره لوزارة الثقافة لدورها الفاعل في إعادة تنظيم هذا المهرجان ولكل الجهود التي بذلت في سبيل تنظيمه وإخراجه بأفضل صورة وما قدمه اتحاد الأدباء والكتاب من دعم لكل المبدعين . وقال : ان الثقافة والإبداع أفق انساني متجدد ونحن جزء من تكوين هذا الأفق فثقافتنا العربية رافد أصيل من روافد الثقافة الإنسانية.. مشيرا الى ان كتاب القصة والرواية من خلال ملتقاهم في هذا المهرجان يعلنون انحيازهم الى فضاء الحرية والديمقراطية وإيمانهم بقدرة الإبداع على حل جميع مآسي الانساينة وعلى قدرته في مواجهة الظلم والعنف والتطرف وحماية كرامة الانسان.